موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الرجل البديل بقلم.عصام الدين محمد احمد

406

الرجل البديل بقلم.عصام الدين محمد احمد


نفد صبرك، فتقول :
افسح .
يرد من يحاول أن يفعصك مُتنرفزاً :
اركب تاكسياً .
تبتلع غصتك، فدماغك مشغولة، ولم يحن وقت العراك.
ماذا ستقول لعربي ؟
يا سيدي – ساعتها – أفرد صرة الكلام، واختر منه الرقيق، لا تكدر ذهنك، فالعُمدة تضائل مجاله المغناطيسي.
ولا أفهم لماذا تدعه يعاملك بسُخرية؟
تستحلب سخافاته مُنذ سنوات.
الربابة تعزف لحناً شارداً في طيات السيرة.
النظارة يحيطون بالعازف، ينساب الموال مع الهواء.
أمسى العمدة بطلا أسطوريا لزوم قعدة السمر ، وأنت ترُص الأقفاص، مانجو وعنب وتُفاح، ومعدتك لا تستسيغ هذه الأصناف، قهقهات المسطولين تعمق شعورك بالدونية .
قفشة هُنا ونُكتة هُناك، وأنت عظامك تزيق، عرقك يغسل جلبابك ، لهاثك يفقدك الحركة ،، تتساءل :
ما بالك لا تجيد إلا دور الرجل الثاني ؟
ما يتبقى من جلباب الرجُل الأول فهو لك !
في السوق ،في الوزارة،في القرية ، في المدينة .
في الصباح القريب خبط الآلات الكاتبة قلقل راحتك، نحتت الأنامل مذكرات ،قرارات ،أجازات ، أذون خروج ، لم ينس المدير أن يوبخك:
أ أنهيت مُذكرة أديب ؟
كشر صوتك عن بحته :
سبق بحث الموضوع خمس مرات، وطلباته غير قانونية.
خطف الأوراق متوعدا إياك بالجزاء .
طوال المشوار إلى السوق و أزميل الذكريات ينحتك.
ما بين الخطوة والثانية يطُل عليك العُمدة برأسه.
ومُدير الإدارة يتربص بك.
وعربي ينتظرك أمام محله وبيده فاتورة لازمة الدفع.
الميكروباص المُتجه إلى دار السلام مُزدحم، الناس بميدان الجيزة كيوم الحشر، المشهد عبثي، والأجرة خمس جنيهات دفعة واحدة وأنا محشور في المقعد الخلفي، جهاز تسجيل السيارة تنفلت منه الأ بواق .
مُنذ استقبال هاتفك المحمول رسالة العُمدة وحالك لا يوصف، ليت أبهامك ما داس على زرار فتح الرسالة :
أتصل بالبيت .
ماذا في جعبته ؟ ؟
أيستعجلك لسداد الدين المُلتف حول رقبتك دون ذنب منك ؟
ألم ترسل له كشف الحساب مُنذ عشر أيام ؟
وحتى لايهزمك القلق تتخطى الطفل العابث، والذي يكنس مدخل السنترال بحبوه ، المرأة المُترجرجة تتسامر مع الفتى، يلوكان لبان الاستلطاف، وحتى يتخلص منك طلب الرقم، ترفع السماعة :
عربي اتصل بي، عاوز فلوسه، كم حسابه ؟
ألفان ومائة وستون جنيهاً .
لن أتحمل إلحاحه ورزالته .
لينتظر حتى نلم الزمامات .
المُهم، أذهب إليه و تصرف .
أيعتقد أنك ما زلت تشتغل عنده؟
فات الموسم ولم تقبض مليماً، مجرد رقم طرحه من دين أخيك أسامة ، ومازلت مديونا ، ومما زاد الطين بللا مطاردة المديرلك ، يلقي الأوراق على مكتبك، يأمرك بالتوقيع، لايرهبك صوته فتقول له :
أمهلني وقتاً للقراءة .
كعادته يردد في آلية :
لا تحتمل التأجيل .
تمط صوتك :
لا شيء في هذه الأوراق مُهم، لا تحتوي سراً عسكرياً، أواسم دواء لداء مميت ، دعني الآن .
يتوتد أمامك، تقذف الأوراق بعيداً، يلمها، ينحرف مزمجراً.
تشده من قيمصه.
الموظفون يحولون دون الاشتباك، تندم على تهورك، ولكنك لا تتأسف .
ولا أدري لماذا يلاحقك هذا المشهد الكابوسي؟
أنسيت أن سماعة الهاتف مازالت بيدك والعداد يُعد، وقد دفعت عشرة جنيهات يا فالح .
أخيرا وقف الميكروباص أمام محطة مترو الزهراء، تنصب قامتك على الرصيف ، تتسلل من الفتحة الموجودة بالسور، تتلولب بين العربات المُحملة بالغلال،الشيالون يتحركون بصعوبة تحت وطأة أحمالهم .
تلج المحل من بابه الخلفي، أيمن القهوجي مشغول مع زبائنه، تدخل غـُرفة المكتب، تفتح الدُرج، تعبث ببقايا الأوراق، وكأنها هم لا يُلم، أخيراً أدرك أيمن وجودك، فيحضر لك الشيشة والقهوة.
لا تستغلها فـُرصة فتدوشنا بالأدخنة وتعمير الجُمجمة.
المعلم خيري يزن شكاير الخيار،البائعون يتزاحمون على الميزان، علاء يرسم الأسماء على الأجولة، وصالح يمتطى ظهر السيارة يساوم البائعين ،ويرفع الأجولة فوق ظهر الشيالين ، والمعلم جمال ينقل كراتين التُفاح ووزنات الفلفل والباذنجان من مكان لآخر، ففي الحركة بركة.
ينشق من وسط الزحام المعلم عربي، يرتدى بنطلونه الرمادي وقميصه المخطط ، وبيده الخيزرانة ، يزفه الغبار، يملأ جيوبه بالتُفاح والخيار، وقعد فوق الدكة الحائرة ،والتى تأبى الاستقرار فى مكان واحد .
يلحقه الولد بلية بالبلاطة ،عليها مسحوق البرشام ، يشد خطا وخطا بأنبوبة العملة الورقية ، صبرت عليه حتى أعتدلت حالته المزاجية ،قلت له :
أتصل العُمدة بك ولكن تليفونك خارج نطاق الخدمة .
اكتشف وجودك فقام مُعانقاً إياك سائلاً :
شهر كامل ولاحس ولا خبر .
حضرت الأسبوع الفائت وأعطيت وليد كشف الحساب ؛مائتان وعشرون عربية نضربهم فى ثمانين جنيها كأرضية ، يكون الناتج سبعة عشر ألف وستمانة جنيه .
وليد قال لى أن كشف العمدة به مائتين وأربع وخمسين عربية.
الرقم الفعلي هو مائتان وعشرون .ووليد معه دفتر يسجل العدد يوميا .
أهينم فى سريرتي :
لجأت لهذه الحيلة أرضاء للطرفين ،فالعمدة قرر أن يحسب العربية بستين جنيها ،ولو وضعت رأسه تحت ألف سيف فلن يتراجع ، وبحسبة بسيطة أعددت كشفه وزدت له عدد العربات بما يتفق وتعويض فرق العشرين جنيه.
وليد يقول أن الثمانين جنيها قليلة .
لم يقل لك أنك لم تلتزم بشروط الأتفاق المبني على تأجير المحل لمعلم واحد ، وليس أربعة .
العمدة لم يعترض .
يجيء صبا حا ، فيجد البطيخ مرصوصا ، والأرض نظيفة ، ودائرة الكراسي مرسومة ، والبائعين يتفرجون على تشاوين البطيخ ، لا رأى خيارا ولا” دياولوا” .
طيب يامعلم ، أتنسى أنكم تمارسون تجارتكم فى جوارنا وكنفنا، والصوامعة كلها تحذرني .
فنحن نوليكم الحماية.
أشرد بعيدا :
كثيرا ماأسمع هذه اللفظة !
العمدة ،مدير الأدارة ،عربى ، جميعهم يتمنطقون بالحماية العجيبة ،وكأنهم أبطال فيلم الحرب والسلام !
وحينما تبدى رأيا – تظن أنه الحق- يستصدر المدير قرارا بنقلك متعللا بحمايتك من نفسك .
أقهقه بشكل لافت .
يسأل عربى عن السبب فأتمادى فى شرودي ،أتذكر :
“عربي يقول للعمدة :
اليوم فرح ابن أخي ،ومحتاج بطاقة توصية للأمن ،حتى لا يعترض على “جوز “الحشيش وزجاجات البيرة .
سأكلم لك مدير الأمن .
يغمزالعمدة لمدحت ، يخرج الأخير، قاصدا المقهى البعيد .
نصف ساعة تقريبا ويرن هاتف العمدة المحمول :
“أيوه “يا باشا،الفرح فى مصر القديمة .
بقى يتحدث لمدة نصف ساعة .
ألقى أكثر من خمس نكات .
وتشعب الحديث متناولا الوضع الأمنى بالعاصمة.
ثم أغلق الهاتف معلناأن المتصل هو مدير الأمن .
ومنذ أسبوع أخبرني مدحت أنه هو المتصل .
أدمعت عيناي من الضحك .
تنتقل العدوى لأيمن وزبائن الغرزة.
تنغل هستيريا الضحك عربي،فيسقط على أرض الرمال.
تمت بحمد الله

التعليقات مغلقة.