الرجل الذي يخشى الحياة
سامى حنا
اخرجت سيجاره من العلبه الموضوعه على الطاوله و امسكت العلبه المفتوحه و مددتها نحوه بنظره تقترح عليه ان ياخذ واحده ؛ تلاقت عينانا فتجمدت نظرته الى لثوان دون ان ينظر الى العلبه المددوه له و بعدها نظر بعيدا قائلا شكرا لا اظن اننى استطيع لقد اقلعت عن التدخين من عده سنوات بعد ان انسدت شرايين القلب دون سابق انذار و لا اريد ان اعود مدخنا … ابتسمت وانا القى بالعلبه بدون اهتمام على الطاوله حيث وقعت فى منتصف المسافه بينى و بينه و قلت له حسنا انك اقلعت و لو ان سيجاره عابره لن تعيدك الى نقطه الصفر ،،، لو كنت تريد ان تشعل سيجاره فكن جرئ وافعل فالموت لا ينتظر ان تكون مدخنا حتى يزورك … ” لا اخشى الموت ” ،،، قالها فى سرعه و كانه يلقى ما وصل اليه بعد جدال مع ذاته حول هذا الموضوع ربما دام طوال تلك السنوات التى اعقبت وعكته الصحيه … قلت له من لا يخشى الموت لا يخشى شيئا على الاطلاق … هراء ،،، قالها ايضا فى سرعه و كأنه يلقى الى باستنتاج قد وصل اليه سابقا ،،، ثم تابع قائلا انا اخشىى الف شئ ليس الموت من بينهم !!! … قلت له و ما عسانا نخشى ان لم نخشى الموت ؟ … قال لى الحياه ! … عجبا هل تخشى الحياه ؟ … قال نعم اخشى الحياه لانى و انا حى اشعر بالالم و الضعف و العجز و الخذلان و الندم و هى احاسيس لا يكابدها الموتى ! اليس كذلك ؟ … نعم بالقطع و لكن الموتى لا يعرفون السعاده و الانطلاق و المرح و لا يختبرون روعه اللذه … قال لى و لا انا اعرفها و اردف و هو يعيد عينيه للنظر الى مباشره و قال و ماذا عنك انت،،، كم تزن انت فى جعبتك من هذا و ذاك ؟ كم حصدت من الالم و اللذه ؟ … اجبته بانها الحياه خليط من هذا و ذاك و ملت نحوه و كانى حكيم يهمس بحكمه الايام و قلت و لعل هذا هو سرها الممتع !!! … قال فى لهجه روتينيه صارفا عينيه عنى بما يوحى بان كلماتى لم يكن لها الوقع الذى تصورته … انا لا احب الالتواء ولا اجد اى معنى او منطق فى هذا الخليط الغير متجانس ،،، ربما الالم هو العمله التى صرنا نشترى بها اللذه و لكن ذلك فى نظرى مجرد تجاره سخيفه لم تعد تستهوينى بعد …
التعليقات مغلقة.