الرفاعى …د.أحمد دبيان
يأتى مسلسل الإختيار ليحاول ان يعيد روح وطن تم تغريبها ووضعها فى دوائر التيه منذ العام ١٩٧٤.
تحول خلال هذه الخمسينية الخماسينية العدو الاستراتيجى الى حليف صديق يلقى بعرائسه الماريونيت التبادلية المتأسلمة ليحركها مصدرا حرب استنزاف ممتدة منهكة على الجبهة التى ادمته فى سنوات استنزاف المجد والفخار .
المسلسل دغدغ مشاعر الحماس الملتهبة المتعطشة لنموذج البطل والبطولة المتوارية خجلا وعمدا من التعاطى السياسى المصرى منذ السبعينات حرصا على مشاعر العدو التاريخى وتأكيدا فى رسائل مبطنة بأن السلام صار واصبح وأمسى هو الخيار الإستراتيجى .
وبعيدا عن أداء الممثلين أو التعاطى الدرامى والذى ارى انه لم يطاول حدوتة الإستشهاد أو البطولة بحال بل وأصابته المباشرة الفجة فى كثير من الأحيان ليصدر لنا مباراة فى التدين الوسطى السمح مقابل التدين المتطرف التكفيرى ، ليبدع الممثل أحمد العوضى فى تجسيد هذا النموذج التكفيرى المتطرف وليأتى أداء البطل المجسد للبطولة متراجعا بكثير عن المطلوب لتجسيد نموذج البطل والبطولة .
يأتى الزج باسم الشهيد إبراهيم الرفاعى استلهاما لنموذج البطل الحقيقى الذى عانى ويعانى من التهميش الدرامى حرصا ايضا على مشاعر العدو الذى صار صديقا والذى جبنت مصر الرسمية على انتاج عمل يليق بتجسيد بطولات الأسطورة الحقيقية العميد إبراهيم الرفاعى قائد المجموعة ٣٩ قتال والتى تحولت لمنظمة سيناء العربية وقامت بالفعل بعمليات خلف خطوط العدو ما بعد عدوان ١٩٦٧ وفى سنوات الإستنزاف والنضال فى معركة التحدى والصمود والردع والتى قال عنها عزرا فايتسمان واعترف الجنرال ماتيتياهو بيليد احد كبار قادة العدو انها الحرب الوحيدة التى خسرتها إسرائيل .
تجسيد بطولات الرفاعى ورجاله من ابناء المجموعة ٣٩ قتال والتى كان من ضمنها أخو الرئيس جمال عبد الناصر يظل تحديا للدولة المصرية واستقامة بوصلتها ولهذا وحده يتم المرور سريعا عليه دون مباشرة حقيقية لعمق التناول فى عمل هو للبطولة وللذاكرة الوطنية ولحق المستقبل يبقى فرض عين .
التعليقات مغلقة.