الرقيب …
محمد أحمد محمود
لم أكن أتصور حينما إمتدت يدي لتفتح الباب، أنني أمام لحظة مخيفة أصابتني بدوارٍ رهيب.
لِما كل هذه الشاشات المتراصه على الجدران ؟
إنهم يراقبون كل شئ
حاولتُ إستعادة أنفاسي التي فزَعتها تفاصيل الشاشات.
أمر غريب بدا أمام عينيَ حينما أمعنتٌ النظرَ فيما هو أمامي، فكل الشاشات تعرض صور الغرفة التي أنا فيها !!!
هل يراقبون أنفسهم ؟!
في جانب أخر من جوانب الحائط كانت تصطف مئات الملفات على رفوف فوق بعضها البعض.
إمتدت عيني لواحدة منها فأخذتها يدي، ورُحت أتصفّح ما فيها، روّعني هول ما قرأت.
إهتزت السطور أمام عيني فرُحت أبحث عن منديلٍ لأمسح به نظارتي، ودون أن أدري وجدتُ صورة نظارتي ويدي التي تُمسك بالمنديل معروضة على كافة الشاشات.
مامعنى هذا ؟!!
لم أفهم ، لكنني عُدتُ لقراءة الملف، وحينما رفعتُ رأسي وجدتُ ورقة الملف التي أقرأُها تظهر على شاشات العرض.
يا إلهي
خرجتُ إلى شوارع المدينة وأنا أشعر بأن هناك من يَعُدٌ على أنفاسي.
في البيت كان الضباب يكسو كل شئ.
أمسكتُ بملابسي، ووضعتها في طبق كبير مملوء بالماء.
إرتديت ملابس أخرى بعد أن تأكدتُ بأنها خالية من أي شئ مُريب.
خرجتُ وأنا أنظرُ لوجوة الناس التي كانت تنطقُ بكل معاني الخوف والرعب والإنكسار.
مرة ثانية وجدتُني دون أن أدري أذهب إلى تلك الغرفة.
نظرتُ إلى الشاشات بإمعانٍ فوجدتها هي هي، تعرض كل شئ تقع عليه عيني.
كيف ؟!
صرخ كل شئ بداخلي، فسمعت صدى صرختي يتردد في الغرفة.
خرجتُ من الغرفة مُطأطئ الرأس خائفاً مرعوباً من كل شئ وأي شئ، أغمضتُ عيني قدر إستطاعتي حتى لاتنقل أي مشاهد لهؤلاء الذين يراقبون أنفاسنا.
إصطدم جسدي برجلٍ كان يسير مُغمض العينين، فأعتذرتُ له.
سمعته يهمس لنفسه قائلا: ماذا أفعل ؟ هل أقتلع عيني أم أثقب طبلة أذني….
التعليقات مغلقة.