موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“الرمزية التاريخية ،والتناص في أيديولوجية مابعد الحداثة “
دراسة نقدية تحليلية لقصة ” ٣٠ قنديل”للقاص محمود حجازي …نقد وتحليل / أسامـة نــور

127

“الرمزية التاريخية ،والتناص في أيديولوجية مابعد الحداثة “
دراسة نقدية تحليلية لقصة ” ٣٠ قنديل”للقاص محمود حجازي …نقد وتحليل / أسامـة نــور


النص:- “٣٠ قنديل “
للقاص /محمود حجازى

إنه من عائلة ٣٠
وما العمل معه إذن؟!
السير على درب معلمنا
فاختاروا أن يلقوه فى الجب كى يخلوا لهم وجه هواهم ٠
فراغوا عليه حتى يطفئوا نوره ٠
سجدوا لمعلمهم فرحين منتظرين مكافأتهم لفعلتهم بحق ( السامى) ٠
داخل الجدران المنكسرة أطلقوا روايات مخلقة،
أرسلوا في المدائن بمن يأتى بنبأ مبين عنه…..
فإنه إذن من المقربين ٠
يشتد عليهم الانحسار فى كل المحافل ٠
الأماكن الشاغرة أضعافهم ٠٠ بحثوا فى الإرث القديم في محاولة إحياء موتاهم لملء الفراغ كما فى أفلام الخيال العلمي ، فظهرت الصورة مشوهة ٠
توهجت ملامح الجدران بقول معلمهم:
يا ويلنا، جميع الفئات حاملة قناديله بساحة

الشعب ؛لتطهيرها من ( أولاد مرجانه ) ٠

ملحوظه : ابن مرجانه هو عبد الله بن أبيه قاتل
الحسين رضي الله عنه فى عهد يزيد

التحليل النقدي لأسامة نور

مقدمة :-
إن القصة في تعريف( طه وادي) “هي تجربة أدبيةتعبر عن لحظة في حياة إنسان، وتقوم على التركيز والتكثيف
ولا يهتم القاص بالتفاصيل”
ويعرف( كانط) الحداثة ” بأنها خروج الإنسان من حالة الوصاية التي تسبب فيها بنفسه، والتي تمثل عجزه عن استخدام فكره دون توجيه من غيره ” أي أنها استخدام العقل ، وإعلاء الفكر والاهتمام بالتلميح لا التصريح ، مع الدقة والربط بين العناصر،
وبالجمع بين التعريفين السابقين نجد أن القصة القصيرة الحداثية، ترتكز على آليات التكثيف ، ومخاطبة العقل وإثارة الذهن ، وإعمال الفكر مع تواجد العاطفة دون طغيانها ..أن يتعايش المتلقي مع القصة بفكره ووجدانه، ليصل إلى مغزاها ، عن طريق الربط بين الأحداث والقراءة الواعية .
فهل تندرج قصتنا هذه تحت مسمى الحداثة أو مابعدها وإلى أي مدى تحقق فيها ذلك ..؟
——–؛؛؛؛؛؛؛؛———-
في ماهية العنوان ،ودلالته”
إن للعنوان دوره المؤثر في النص ؛ فلم يعد العنوان مجرد كلمات ،تقال في بدايته ، إنما أصبح جزءًا من النص لا ينفصل عنه ،بل هو عتبة رئيسة من عتباته، وهو نص مصغر يدل على النص الأصلي ، وكلما كان العنوان مؤثرًا في عاطفة المتلقي ويثير فكره ،كان ذلك محفزًا له على قراءة النص واكتشافه..
لهذا ظهر حديثًا ” علم العنونة ” ودراسات كثيرة أشهرها
كتاب عتبات النص ” الناقد الفرنسي جيرار جينت ..وكذلك
دراسات الكاتب الناقد “ليو هويك”
العنوان هنا يتكون من جزئين رقم “٣٠” وكلمة قنديل ..
والرقم إما أن يكون دالًا على عدد وما بعده معدود ( تمييز له ) فلماذا لم يكتب العدد بالحروف “ثلاثون ” ولم يكتب التنوين قنديلًا ..
وإما أن يكون العنوان دالًا على تاريخ فيكون” ٣٠” تاريخًا ليوم وقنديل بالتسكين ترمز لأحد الشهور .
فالمراد هنا الوقوف على الحدث .
وعلى ذلك الافتراض فيكون ٣٠ قنديل “٣٠ يونيه ” .. وقنديل رمز لهذا الشهر ..
وهكذا فالعنوان متعدد الدلالة ، يحتمل أكثر من وجه ..
وبالدخول إلى النص ..سنحدد الهدف والغاية ، وإلى أي شيء يشير العنوان ..
———؛؛؛؛؛؛؛؛———-
**”من حيث المضمون وفنيات القصة “
بدأ الشاعر قصته بالتأكيد واستخدام ضمير الغائب فيقول ” “إنه من عائلة ٣٠”
وما العمل إذن ؟!
السير على درب معلمنا “
“فاختاروا أن يلقوه في الجب كي يخلوا لهم وجه هواهم “
استخدام القاص التكثيف ،والجملة الموحية ،التي تشتمل على إبعاد “الماضي ،والتاريخ ، والحوار “الذي ينوب عن السرد التقليدي ..
فاستلهم ٣٠ يونيه ..وكذلك إلقاء سيدنا يوسف عليه السلام في الجب .
نحن أما نص يفتح الباب بمصراعيه على ما بعد الحداثة ..
فالكاتب يستخدم القص الماورائي ،والمعارصة الأدبية في آن واحد …فقد استخدم الماضوية ووضع الأجزاء والجمل بشكل متسلسل لخلق حساسية تحاور بين الماضي والحاضر ..
فالجب هنا محاولة لسيطرة على الآخر ..وتعطيل مساره ؛فهو اتفاق للنيل ممن يحمل مشعل النور في ظلمات الجهل .
ويؤكد ذلك بقوله “ليخل لهم وجه هواهم “
“ثم يقول الكاتب “فراغوا عليه حتى يطفئوا نوره..
وسجدوا لمعلمهم فرحين منتظرين
مكافأتهم لفعلتهم بحق السامي .”
الكاتب هنا يستخدم التجزئ..الذي يكسر الحبكة والشخصيات والزمان والمكان ” فالحبكة هنا لا تتطور بشكل واقعي وإنما بتتابع الأحداث .
فهناك معلمٌ واتفاق على إطفاء نور السامي ..الذي هو رمز السمو والرفعة .
وسجدوا لمعلمهم يشير إلى الموافقة التامة دون تفكير ووعي في عواقب الأمور ،وأنهم مندفعون لأغراض نفسية ومنفعية .
ويقول الكاتب “داخل الجدران المنكسرة أطلقوا روايات مختلقة مما يوحي بالتصدع النفسي والمعنوي لهم داخل الجدران ،وكذلك بالكذب والافتراء .
ويقول الكاتب :-
أرسلوا في المدائن بمن يأتي لهم بنبأ مبين عنه .
إنه إذن من المقربين .
يشتد عليهم الانحسار في كل المحافل ..
الأماكن الشاغرة أضعافهم
بحثوا في الإرث القديم في محاولة لإحياء موتاهم لملء الفراغ
ونلحظ استمرار الجمل القصيرة والحوار التخيلي ..ورد الفعل ..
وخيبة أمل المجتمعين ..فقد علا نجم مَن اجتمعوا عليه ..وانقلب السحر على الساحر ،فأصبحوا يعانون من الجمود والانحسار ..
وأصبحوا يبحثون عن شيء من الماضي ..مما يوحي بعدم قدرتهم على التجديد والتطوير ..
ويتناص هذا مع قوله تعالى يريدون ليطفئوا نور الله “

وفي النهاية ..يستخدم القاص الإسقاط التاريخي ..فيقول “
توهجت ملامح الجدران بقول معلمهم :-
“ياويلنا جميع الفئات حاملة قناديله
بساحة الشعب لتطهيرها من ( أولاد مرجانه )”

تنتهي القصة بإشارة إلى حدث تاريخي ما زال يتردد صداه إلى الآن ، فكما بدأت بحدث تاريخي له أهميته وفاعليته ، تنتهي بحدث له صداه ؛إنه مقتل الحسين بن علي “رضي الله عنه” بإيعاز من عبدالله بن زياد بن أبيه والي الكوفة حينها في عهد يزيد بن معاوية ،
….يشير هذا إلى الفوضى الزمانية التي تحمل ثغرات في التفاصيل والمكان ، فالقصة على درجة كبيرة من التكثيف ..ورغم ذلك تحمل أبعادًا تاريخية ، وأحداثًا جسامًا ،لها أثرها فيما بعد وهذه الفوضى الزمانية من سمات ما بعد الحداثة ..
تستخدم التاريخ لتأكيد الحاضر والاستدلال عليه ..في إطار من السخرية والتهكم والكوميديا السوداء ..ونجد ذلك في قوله” أولاد مرجانة”
وهنا تظهر الأطر العدائية التي تعبر عن انعدام الحدود التي تفصل العالم الحقيقي عن عالم النص ،
وظهر ذلك بدمج أحداثًا متفرقة ،وبضم شخصيات تاريخية للنص ليست هي المقصودة بذاتها .
وإنما التشبيه والتمثيل والرمز ويكون ذلك بالإيحاء لا بالتصريح ..
بنية النص مغايرة ؛فهي لم تعتمد على الزمان والمكان والحبكة ،وإنما اعتمدت على الفوضوية التاريخية ..والحوار الدقيق والتكثيف والتلميح ، وإعمال الذهن ،للربط بين الأحداث واستخلاص الهدف والغاية .
فلم يعتمد الكاتب على السرد المباشر ؛فالنص جمل حوارية ..
تخيلية ، لقطات متفرقة بين الماضي والحاضر ،وبتجميعها وصناعة المونتاج لها ” يظهر المشهد كاملًا “
———–؛؛؛؛؛؛؛؛————
**من حيث اللغة والأساليب والصور “
استخدم الكاتب اللغة السهلة ، الواضحة ،لكنها تحمل عمقًا فكريًا ،تميل إلى الإيحاء وتعدد الدلالات ، لغة سلسلة لكنها غير مباشرة المعنى؛ فهي تهيم في دوائر الإسقاط ، الرمز ، التاريخ ،الماضي والحاضر ، الحوار التخيلي ..
التكثيف والسخرية ..
استخدم الكاتب الأسلوب الخبري للتقرير والتأكيد.
مثل “إنه من عائلة ٣٠”
“فاختاروا أن يلقوه في الجب “
والإنشاء مثل الاستفهام
وما العمل معه إذن ؟! الذي يدل على الحيرة ..
والنداء ياويلنا …الذي يدل على الندم والحسرة وهو نتيجة لأفعالهم وكيدهم الذي أرتد إليهم “
فالكلمة عند الكاتب متفجرة تحمل معاني كثيرة ،ودلالات شتي ..وكذلك الجملة لها مغزاها ودلالتها وتأثيرها في الأحداث ..
فنجد جملة ” السير على درب معلمنا ” وماتدل عليه من اتباع خطوات الشر ، والكيد . دون وعي وتفكير
وكذلك جملة “إنه إذن من المقربين “
تدل على فشل خطتهم ، فقد علا شأنه وارتفعت منزلته ” ليتناص ذلك
مع قوله تعالى عن إبراهيم وقومه في سورة الأنبياء: (وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ)، وفي سورة الصافات: (فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ).
وجاءت الصور جزئية مقترنة بالرمز التاريخي ،يحتويها التناص القرآني .
ونجد ذلك في ” إنه من عائلة ٣٠”
“فاختاروا أن يلقوه فى الجب كى يخلوا لهم وجه هواهم”
“داخل الجدران المنكسرة أطلقوا روايات مخلقة”
تشخيص الجماد ،فالجدران منكسرة حزنًا وقلقًا من تدبيرهم
ثم المقابلة في قوله :-
“توهجت ملامح الجدران بقول معلمهم:
يا ويلنا، جميع الفئات حاملة قناديله بساحة الشعب لتطهيرها من ( أولاد مرجانه ) “
وكأن الجدران تشارك هذا السامي وجدانيًا ؛ فقد فرحت بما وصل إليه .

فالكاتب هنا يستخدم التفكيكية في النص ، تعدد الدلالة ومنح القارئ دورًا حيويًا ؛لاكتشاف النص وإعمال ذهنه .فهو بذلك يشرك القارئ معه ؛ليعيد المتلقى تفكيك النص من أخرى من أجل اكتشافه وتحليله.
ونجد تأثير ما بعد الحداثة في المرجعيات التاريخية وفي توظيف الرموز داخل القصة، وتوظف الحروف والأرقام والتناص ؛لمحاكات المشاهد بصورة غير مباشرة من خلال تلك الرموز المتداخلة في النص ، وبتراكيب مختلفة ،وبتقنية خاصة .
لقد شكل الحنين إلى الماضي ومحاولات استعادته عبر الإحياء الانتقائي لمجموعة عشوائية من الرموز والصور والدلالات التي ترتبط به، أحد أهم مظاهر ما بعد الحداثة.
عند الكاتب ، فالنوستالجيا، أو نزعة الحنين إلى الماضي، من وسائل ما بعد الحداثة لتجاوز الواقع ،ومحاولة.
————–؛؛؛؛؛؛؛؛؛————
نص يجمع بين جمال اللغة ودقتها وعمقها الدلالي وبين فنيات القصة الحداثية ؛ ونهج مابعد الحداثة وظهر ذلك في التكثيف ..والرمزية والإسقاط ..والمشهدية العالية ..والصور المعبرة عن الحدث والماورائية ،والفوضوية التاريخية ..
———–؛؛؛؛؛؛؛؛؛———–
**تبقى مايلي :-
..النص ليس به غموض وليس ملغزًا ولكنه يتبنى الفكر
وإعمال الذهن والتركيز على مناطق الرمز والإسقاط في النص ..جاء ذلك في إطار من التناص القرآني ..
…فمَن تآمر عليه بعضُ الحاقدين ..أصبح رمزًا للخلاص يلتف حوله الجميع ..
نص يحرك الذهن متعدد الدلالات …غير مباشر .
والإبداع تلميح لاتصريح ..
تحياتي أسامة نور

التعليقات مغلقة.