الرموز و الدلالات..بقلم د.أحمد دبيان
الرموز والدلالات
د.أحمد دبيان
الرموز و الدلالات
تدهشنا الرموز والدلالات والشعارات ، ورغم ان جوهر الدين وقبلته هو الانسان ، و ابناء آدم هم جوهر مقاصد اى شريعة لانهم من تتحقق بهم قاعدة الاستخلاف على الأرض ترسيخاً للمشيئة الإلهية ، الا ان جوهر الدين ومع ترسيخ ومنهجة المصالح تنحى ليفسح الطريق نحو تطرفات الرموز والاقتتال من اجل تسيدها واعلائها .
وهانحن نجد ابناء الرسالات الثلاث ، للوحدانية فى حال اقتتال دائم كل يحتكر الخلاص ، وكل يحتكر الدرب للفردوس .
حين نرى نجمة داوود ، ترسل الإشارات البصرية لمركز الرؤية فى الفص القذالى
Occipital Lobe
فيترجم المخ الإشارة ان حامل الشعار من اتباع نبى الله موسى . وحين ترسل العين اشارة الصليب ، يترجمها المخ والوعى الى ان صاحبها من اتباع نبى الله عيسى ، او يسوع الاله حسب المعتقد النيقاوي .
وحين تسبح المقلة فتصطدم بهلال ، مرسوم على علم تكون الدلالة ان صاحبها من اتباع رسول الله محمد عليهم جميعاً افضل الصلوات والتسليم .
وحين نلمح على الأكمام او الرايات علامة الصليب المعقوف تتسارع دقات الفؤاد فى ريبة وخوف بأن حامل الشعار نازى متطرف يُؤْمن بسمو الجنس الآري وتفوقه .
ولكن
هل هذه الرموز المترجمة تعنى فعليا كل دلالاتها الموحية ؟
الواقع ان هذه الرموز كلها موغلة فى القدم سبقت الاسلام والمسيحية واليهودية ، بل وسبقت هتلر وحزبه القومى الاجتماعى النازى بآلاف السنين .
نجمة داود
وتسمى أيضا بخاتم سليمان وتسمى بالعبرية ماجين داڤيد بمعنى “درع داود” وتعتبر من أهم رموز الشعب اليهودي.
هناك الكثير من الجدل حول قدم هذا الرمز فهناك تيار مقتنع بأن اتخاذ هذا الشعار كرمز لليهود يعود إلى زمن داود، ولكن هناك بعض الأدلة التاريخية التي تشير إلى أن هذا الرمز استخدم قبل اليهود كرمز للعلوم الخفية التي كانت تشمل السحر و الشعوذة وهناك أدلة أيضا على أن هذا الرمز تم استعماله من قبل الهندوسيين من ضمن الأشكال الهندسية التي استعملوها للتعبير عن الكون الميتافيزيقي وكانوا يطلقون على هذه الرموز تسمية ماندالا Mandala وهناك البعض ممن يعتقد أن نجمة داود أصبحت رمزا للشعب اليهودي في القرون الوسطى و لكن تم استخدامها فعليا من قبل اليهود في القرن الثانى عشر ميلاديا، وإن هذا الرمز حديث مقارنة بالشمعدان السباعي الذي يعتبر من أقدم رموز بني إسرائيل.
كما استعملها المسلمون في إمارة قرمان كعلم لهم.
في عام 1948 ومع إنشاء دولة إسرائيل تم اختيار نجمة داود لتكون الشعار الأساسي على العلم الإسرائيلي.
الصليب
أما عن الصليب فهناك اشياء متنوعة يعود تاريخها الى فتراتٍ قبل العصر المسيحي بكثير وُجدت، موسومة بصلبان من تصاميم مختلفة، في كل جزء تقريبا من العالم القديم. فى الهند وسورية وفارس ومصر جميعها قدمت امثلة لا تحصى . . . واستعمال الصليب كرمز ديني في ازمنة ما قبل المسيحية وبين الشعوب غير المسيحية يمكن اعتباره على الارجح عالميا تقريبا، وفي حالات كثيرة جدا كان مقترنا بشكل من اشكال عبادة الطبيعة.» — دائرة المعارف البريطانية (١٩٤٦)، المجلد ٦، ص ٧٥٣.
«ان شكل الصليب المؤلف من رافدتين يرجع اصله الى ارض الكلدانيين القديمة وكان يُستعمل رمزا الى الاله تموز (لكونه بشكل حرف التاء T السرّي، اول حروف اسمه) في ذلك البلد وفي البلدان المجاورة، بما فيها مصر.
الهلال
أما عن الهلال و بالرجوع إلى المصادر التاريخية، فلسوف نجد أن أول وجود للهلال بين المسلمين، كان منقوشا على العملات الفارسية، حيث كانت العملات الرسمية الشائعة فى الجاهلية والصدر الأول للإسلام هي العملة الفارسية الفضية، والعملة البيزنطيةالذهبية. حيث لم يكن للعرب والمسلمين عملة خاصة بهم، وبذلك فرضت النظم الاقتصاديةوالأوضاع السائدة على المسلمين عملات تحتوي على رموز تخالف عقيدتهم. حيث لم يكن الاقتصاد الإسلامي الوليد يسمح بالتحرر من تبعية العملات.
الهلال فعلياً استخدم رمزا للفضة وكان رمزًا للربة ارتميس وديانا، وتم اتخاذه فى الامبراطورية الرومانية الكاثوليكية رمزا للعذراء مريم والاهم ان اول من اتخذه شعارا للاسلام كان العثمانيين تأثراً بعباداتهم الشامانية القديمة .
نأتى للعصر الحديث والزعيم الألمانى أودلف هتلر
وصليب
Sauwastica
او صليب سافاستيكا
الشهير
بالصليب المعقوف
الواقع ان
الصليب المعقوف يعد رمزًا للهندوسية
الصليب المعقوف أو الصليب
المعكوف (من السنسكريتية स्वस्तिक سافاستيكا) صليب متساوي الأضلاع مع أذرع ممتدة بزاوية قائمة إلى اليمين (卐) أو إلى اليسار (卍).
كان الصليب المعقوف يستخدم في كل العالم لكن قل استخدامه في الغرب بعد ارتباطه بالنازية التي استخدمته شعارا لها.حيث أطلق عليه صليب سويستيكا. وهو يمثل الجنس الآري بدورته الطموحة في السيطرة على العالم.
فى اللغة السنكرستية
سافاستيكا
स्वस्तिक)، وتعني الكائن المحظوظ أو الميمون،
وعلى وجه جعل من شكل الصليب المعقوف أو المعكوف رمزا للدلالة على حسن الحظ..وكلمة سافاستيكا كلمة مركبة من جزئين فكلمة سا أو سو تعني “جيد ” وأستي “أو فاستي تعني “الرفاه”. والصليب المعقوف هي أساسا الفكر الفلسفي الهندي الذي أراد هتلر اقترانه منذ توليه المثالية الإيديولوجية عن تفوق العنصر الآري, والثقافة الآرية وقد كان الصليب المعقوف يستخدم في الهند لأكثر من 5000 سنة، وجذوره غير معروف حتى الآن وغير مثبتة.
يشير الصليب المعقوف إلى شكلين للإله الخالق براهما، فالصليب المعقوف لليمين يشير إلى تطور الكون والمعقوف لليسار إلى تقهقره. أما الصليب الموجه في الجهات الأربع (شمال وجنوب وشرق وغرب) فيرمز للثبات ويستعمل كشعار للإله سوريا. يعتبر الصليب المعقوف مقدسا ومباركا عند كل الهندوس ويستخدم في التزيين والتصاميم الدينية. ويشاهد في كل القارة الهندية في جوانب المعابد والأسفار المقدسة والهدايا ورؤوس الرسائل. يرى غانش عادة وهو جالس في زهرة لوتس على بساط من الصلبان المعقوفة.
يوجد الصليب المعقوف في المعابد والرموز والمحاريب والصور والأيقونات الهندوسية حيث يعتبر مقدسا، ويستخدمه الهندوس في الأعراس والحفلات والمناسبات والبيوت والأبواب والمجوهرات والعربات والأطعمة.
يمثل الصليب المعقوف أشعة الشمس التي لا يمكن وجود حياة بدونها، وهو من رموز الرب فيشنو المئة وثمانية.
و هكذا فإن ما كنا نظنه دلالات قطعية القداسة هي في جوهرها رموز تأويلية الإستلهام
التعليقات مغلقة.