الزار… شيخ محضر … يا شيخ محضر… اللي عليه عفريت يحضر: بقلم الأستاذ / سيد جعيتم
الزار من الموروثات الثقافية ، به يتم تطرد الأرواح الشريرة التي تتلبس الأجسام، خاصة أجسام الحريم…وعجبي !!!! .
يرجح البعض أن للزار أصول فرعونية، و الغالبية العظمي ترجح أن أصوله نابعة من القرن الأفريقي وبصفة خاصة الحبشة( أثيوبيا) وأن أصل التسمية له اصول من اللغة الأمهرية الحبشية،ومعناها (روح شريرة)، أو أن كلمة الزار مأخوذة من تسمية كبير آلهة الكوشيين (كوش تشمل منطقة النوبة العليا القديمة جنوب الشلال الثاني حيث قامت حضارة وادي النيل النوبية الكوشية) والمنطقة تمتد حتى القرن الأفريقي،
وينتشر الزار في معظم الدول العربية و الأفريقية.
تأكدت الست (أم بتعة) أن علاج الأطباء لم ولن يجد مع أبنتها ، لأنها ممسوسة وعلاج الممسوسة فقط في جلسات الزار.
ذهبت السيدة وابنتها لمقام سيدي البيومي في حي الحسينية فبجواره ينصب الزار بصفة يومية (كان من أشهر الأماكن التي يقام بها حلقات الزار ).
علي الباب قابلهما وكيل العريفة واتفق معهما علي المعلوم ، وبما أن البنت جميلة فقد لمعت عين الرجل وقرر أن يشارك مع الفرقة أثناء الحلقة التي ستحضرها البنت.
بعد الوكيل قابلتهم الرئيسة أو عريفة السكة أو كودية الزار( مقصود بالسكة سكة الأسياد أو الأرواح التي تسكن الضحية)؛ وهي امرأة في متوسط العمر سمراء اللون قوية البنية صوتها جهوري أجش، وبعد سماع الشكوى حددت الكودية نوع الأسياد التي تتلبس ( بتعة)، وبناء عليه طلبت بناء على طلب الاسياد ذبيحة لتذبح علي رأس البنت، وحددت الكودية نوع الزار بناء علي الحالة ) .
الزار في مصر أنواع:
ـ الزار المصري.
ـ الزار الصعيدي.
ـ زار أبو الغيط.
ـ الزار السوداني أو الأفريقي.
طلبت الكودية أثرًا من البنت (منديل به رائحة عرقها).
يقال إن الكودية تنام على هذا الأثر حتي موعد بدء حلقة الزار ، وقد يحتاج البعض لأكثر من حلقة زار، وكله بحسابه.
في اليوم المحدد استقبلهم الوكيل وصاح:
ـ (الله حى… الله حى)؛ وطلب ان يرددوا نفس الكلمات، ثم أمر الأم بالبقاء خارج الحلقة حتي لا يصيبها مكروه ويلبسها الجان وطلب منها أن تردد:
ـ( دستور يا أسيادنا حتي تحصل علي الأمان ).
الكودية هي من تقوم بطقوس استحضار الأسياد وطردهم من جسد الضحية، ولها مساعدات من النساء يطلق عليهن (العرائس)، وبما إنها تتعامل مع جميع أصناف الأسياد، تحمل تمائم و أحجبة صالحة للتعامل مع كل الحالات.
جلست البنت على دكه في وسط الحجرة أمام الشاهد الذي ستطوف حوله (يشبه سنام الجمل مغطى بقطعة قماش يتغير لونها حسب نوع الأسياد ( الجن ) ) وحول الشاهد تم رص الشموع وإضائتها وإشعال مواقد البخور ثقيل الرائحة، وبعد أن غلف الدخان الغرفة بالكامل شعرت البنت بدوار وصعوبة في التنفس، ثم أمرت الكودية بإحضار الذبيحة .
الذبيحة التي طُلبت من بتعة كانت معزة( عنزة) بيضاء ببقع بنية اللون حسب طلب الجني أو ما تسميه الكودية (الريح)؛ فقد أخبرت أم بتعة أن الريح الساكن جسد ابنتها من ملوك الجن الشداد وانه طلب معزة.
مع إطلاق البخور بدأت العرائس من نساء الفرقة في النقر على الدفوف بطريقة معينة، ثم قامت الكودية بذبح العنزة فوق رأس البنت حتي غطت الدماء رأسها وملابسها، ومع شعور البنت بالرعب بدأ أعضاء الفرقة من الرجال بجلابيبهم الواسعة ( بعضهم يعلق في وسطه ريش و أقدام حيوانات)، ويطيل الجميع شعر رأسهم حتى يلامس أكتافهم ولحاهم تتدلى حتي صدورهم، بدأو المشاركة في ضرب الدفوف و الطبول و الصاجات و الطمبورة بنغمات و إيقاعات خاصة، وشرعت النساء (العرائس) في التمايل مع النغمات يمينًا ويسارًا علي الجانبين، وبدأت البنت في مشاركتهم التمايل ( التفقير )، حضر السيد ( الجني) أعطي علامة حضوره للكودية داخل الشاهد الموجود في وسط الحجرة؛ درحبت به وبدأت في التفوه بألفاظ وكلمات غير مفهومة، (في مصر تسمي الأسياد (بالريح)، وفي الدول العربية تسمى (المنذار) أي القرين من الجن)، ومع النغمات الخاصة والبخور بدأت الفرقة تسريع وتيرة العزف، واختلط الحابل بالنابل.
بدات البنت في السقوط، سارع رجال الفرقة بسندها وامتدت أياديهم لكل ما هو ممنوع، فتعطيهم الكوردية العذر وتصيح:
ـ الزار أعذار.
ومع التمايل المتسارع بدأت البنت تفقد الوعي وهوت على الأرض وهي تصرخ.
رغم التقدم العلمي ما زالت حلقات الزار تقام لطرد العفاريت والجن والأرواح الشريرة، باستخدام رقصات هستيرية مصحوبة بالإيقاع والأداء الحركي والأغاني و الألفاظ غير المفهومة .
وإذا كان غير القادرين يذهبون لأماكن إقامة الزار فالقادرون يحضرون الفرقة إلى بيوتهم وتحضر الصديقات للمشاركة في التمويل والتفقير ويضعون النقوط ( هدية مالية).
حلقات الزار لا تقتصر علي سكان الحارات والريف، يشارك في الزار عائلات من علية القوم عامرة بالمال تقيم حفلات للزار تنقلب لرقص وفرفشة، على فكرة هناك رابط بين هز الوسط والتمايل في الرقص الغربي الروك أند روك و التويست وبين التمايل في الزار فكله رقص بغرض تخفيف الضغوط النفسية، وإن اختلفت النغمات .
التعليقات مغلقة.