الزمن يدور.بقلم.فادية حسون
كانت من عادات جدي الطريفة( رحمه الله ) أنه يسرق علبة السكر ويضع ملعقة او ملعقتين في فمه خلسة ويطبق عليها ويمضغها خفية.. ثم ينفض ( شرواله ) الاسود ليخفي معالم جريمته ..وكي لاتراه جدتي وتؤنبه شر تأنيب… فقد كانت على يقين تام أنه وراء النفاد السريع للسكر في البيت قبل أوانه… لايزال هذا المشهد منقوشا على جدار مخيلتي… لازلت أتصوره وهو يمضغ السكر مبتسما ابتسامة انتصار ساحق على جدتي التي لم تضبطه متلبّسا بالجرم المشهود…
كان أبي ( رحمه الله ) وقتذاك في ريعان شبابه.. وكان يشدّ على يد جدتي ويؤيدها في موقفها إزاء مايفعله جدي…
مرت السنوات ومات جدي وجدتي.. وبلغ والدي من الكبر عتيّا ….. لكن التاريخ كرر ذات الشيء وصار أبي يدخن السجائر خفية عن أمي حفظها الله… والتي قررت أن تخصص له خمس سجائر في اليوم…. لأنها كانت تخشى عليه التأذي بسبب التدخين.. وكنا نحن الأبناء والبنات نتجسس على والدي ونخبر أمي حين كنا نضبطه متلبّسا باختلاس لفافة تبغ من مخصصات اليوم التالي …
ومضت السنون وتوفي والدي رحمه الله…
وكبرت أنا…
وصرت آكل الحلوى خلسة عن ابنتيّ اللتين تخشيان عليّ ارتفاع السكري اللعين…
ما أروع القدرَ حين أنصفك ياجدي… بعد أكثر من أربعين عاما…
أفتوني يا قوم ….
هل تناول طبق من الكنافة بالجبن له علاقة بارتفاع السكري ؟؟ !!
مساؤكم سكر 😊
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.