موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“الزيارة ” قصة قصيرة بقلم/ نجوى عبدالجواد

574

تنساب المياه الدافئة على جسده ربما تأخذ معها متاعب العمل والإرهاق الذى يشعر به. يجفف جسده، يرتدى ملابسه، يتجه إلى المطبخ ويفتح الثلاجة، يرن جرس الباب، الثلاجة فارغة يأخذ الطعام من عامل التوصيل ويغلق الباب. الطعام ساخن ورائحته جيدة، لكنه لا يشتهيه الآن! كم يشتاق إلى طعام بيتي، يحب ورق العنب من يد أخته الكبرى، يراها تأتي بعد أمه في جودة الطعام، ويحب الحلوى من يد أخته الصغرى، يضحك، تطلق على نفسها حلواني العائلة. صوت المعلق الذى لاينظر إليه يطغي عليه صوت الفيديو الذي فتحه في هاتفه يغلق الاثنين ويذهب ليلقي بنفسه على السرير ويضع المخدة فوق رأسه ويستجدي النوم أن يأتيه فلا ينصت إليه. أصوات زملائه التى تلومه على وحدته :ما الذي ينقصك حتى لا تتزوج ! .
ابحث عمن تؤنس وحدتك، ما أكثرهن .
أنا لست وحيدا معي أختاي.
كل واحدة في بيتها وأنت تحتاج من يملأ عليك بيتك، أختك ستأتيك زيارة فقط.
زيارة، حتى هذه حرمت منها. وحشوني جدا هتصل بيهم يمكن يردوا. يبحث في الهاتف عن رقم تليفون أخته الكبرى ويضغط للاتصال. يرن الهاتف كثيرا ولامجيب. ترى تعمدت أم لم تسمع؟! يفتش عن رقم هاتف أخته الصغرى، يهم بالاتصال ثم يتراجع. قد لاترد هي الأخرى. إنهما تقاطعانه! يبدو على وجهه الحزن كنا أخوة متحابين فلِمَ يحدث هذا!؟ لم أسع لذلك، ولم أطلب من أبي شيئا، هو من كتب لي هذه العمارة التى أسكنها فما ذنبي أنا؟! هما تزوجتا وأنجبتا وأنا كنت في الجامعة حينما رحل، لم يحرمهن، لكنه خصني بهذه العمارة دونا عنهما ، ومن وقتها والمقاطعة وصلت لخمس سنوات. يعود للطعام الذى برد، يأكل قليلا ثم يرى فيه هو الآخر مللا ورتابة.
أين أذهب؟!، كنت أذهب عندهما وأجد راحتي.
أشعر بملل كبير كبير، أحتاج رحلة خارج القاهرة، لا أرغب في مصيف، يحتاج تجمعا كبيرا، ينقذه الهاتف من أفكاره، صديقه محمود :أنت فين؟
موجود وغير موجود.
كيف؟
أعاني زهقا ومللا.
حلها تغير جو.هكدا أجاب.
فين يعني؟
فاكر صديقنا مراد حسين.
طبعا فاكره، ياترى ما أخباره؟
أنا معزوم عنده تعالي معايا.
لاينفع .
ستكون مفاجأة حلوة. يقول محمود
لا ينفع..
يا عم ينفع.
ونفع والتقى ثلاثتهم في بيت مراد. شوق كبير أطفأه اللقاء وترحيب كبير من مراد. يا عم الندل لاتسأل مطلقا . يقول مراد
واحشني جدا والله.
طالما أوحشتك يبقى لازم الزيارة تطول علشان تعوض التقصير ده.
لا ياعم، تطول إيه، عندي شغل.
سهلة خد إجازة بالتليفون وطالما مفيش مدام يبقى تحيا الحرية.
أيوه بس.
مفيش بس انتهى.
فى المضيفة يجلس نبيل بالجلباب البلدي:والله مريح. يقول لنفسه أمام المضيفة ترابيزة تظللها الأشجار، منظر جميل وهواء نقي، يزداد شعوره بالجمال عندما يرى اللون الأخضر على امتداد البصر، ما أجمل ركوب الخيل وتناول طعام الإفطار مع الفلاحين. شهيته مفتوحة، لا يصدق أنه يأكل بهذه الشراهة، يكسر البصل مثلهم، ويأكل الطعمية معهم، ويشرب الشاي ثقيلا على غير عادته ويجد فيه لذة أكثر من النسكافيه والكابيتشينو. الحواديت لاتنتهي في ديوان العائلة، والسمر جميل والوجوه مرحبة. شعور بالدفء افتقده منذ سنوات. ممتن هو لمحمود ومراد، كان في أشد الحاجة لهذه الزيارة. يستيقظ مبكرا، ينتظر مراد ليغادرا إلى الحقل
يلمح سيدة تبدو في الستين تفتح باب البوابة الكبيرة مبكرا وتدخل. ربما إحدى الخادمات، لم يهتم كثيرا. حملت هذه السيدة صنية الفطار وضعتها على الترابيزة خارج المضيفة وقفلت راجعه قابلها مراد و ماها بنظرة غضب لم أدر سببها.
لم أشأ أن أسأله حتى لايظن أننى أراقبه
أقبلنا على الفطير الساخن والعسل والجبن ودار حديث الذكريات عن مثل هذه الأكلات التي كان يحضرها لنا في المدينة الجامعية وكيف كنا نتصارع عليها ضحك مراد وضحكت كثيرا ثم استأذن فى مشوار مهم ونصحني بألا أنتظره على الغذاء لأنه سوف يتأخر. جميلة هذه الحياة البسيطة البعيدة عن القاهرة وتعقيداتها وزحامها. فضَّل أن يجلس خارج المضيفة بين الأشجار والزهور بعد مغادرة مراد بعد الظهر مباشرة ظهرت السيدة مرة أخرى وهذه المرة كانت معها فتاة تحمل صنية الطعام بدلا منها وضعت الصنية وتعاونت الاثنتان في وضع الصينية على المنضدة وانطلقت الفتاة إلى الداخل. يا خالة.
انتظري يا خالة.
توقفت وعلى وجهها ابتسامة ترحيب شكرتها على تعبها ودسست في يدها مبلغا من المال لها وللفتاة. تلاشت الابتسامة وخيم على وجهها غضب ممزوج بحزن، نظرت لي نظرة لم أفهمها وتركت المال ودخلت. أين الخطأ، لا أفهم. سار يومي كسابقه واستأذن مراد في التأخر بعد أن خرجنا صباحا سويا ووعد بالتعويض مساء لانشغاله مع التجار الذين اشتروا منه المحصول. لم تظهر السيدة مرة أخرى، إنما الفتاة هي من جاءت بالطعام والشراب. زاد فضولي، من حقها رفض المال ولكن لِمَ الغضب والاختفاء؟! جلست في مكاني فترة طويلة، ربما تظهر وأعرف ما أغضبها. وقد كان. بعد العصر ظهرت متجهة نحو البوابة. يا خالة، يا خالة.
التفتت إلىّ. آسف لو كنت أغضبتك، لم أقصد إهانة. ثم قطعت وردة بيضاء أعطيتها لها.
ابتسمت وقالت :هذه الشجرة زرعتها أنا وأبي، وزرعنا أيضا ريحان وفل ومانجو وبرتقال.
هي فعلا حديقة جميلة.
هذه الشجرة خلفك تسلقها أخي ووقع لكنه خوفا من أبي اتهمني أننى دفعته فوقع! وتحملت العقاب حبا فيه. المرجيحة البعيدة هذه كنا نتسابق فيمن
يدفعها أقوي من الآخر.
يبدو أنها تحتاج لمن يسمعها. هكذا حدَّث نبيل نفسه. يبدو أنها نسيت وجودي؛ فقد جلست على المرجيحة وأخذت تعلو وتهبط بها وكأنها عادت طفلة كما كانت. تفتح شبابيك المضيفة وتخرج إلىّ مرة أخرى. هذا البيت كله بالمضيفة والحديقة كان في أبهى صورة يوم فرحي! الأنوار والزينات، ضرب النار، الطعام والشراب وفرحة أبي وأخي.
محترم والد مراد يفعل كل هذا مع أسرة تخدم عنده، ياله من رجل رحيم. يقول نبيل . عادت للصمت وكأنها عادت من عالم آخر ثم همت بالمغادرة. لم أفهم العلاقة بين غضبها وبين ما حكت. هل تعتبر نفسها من أهل البيت وضيوفهم ضيوفها ومن ثم غصبت؟ ربما.
أردت أن أصالحك قبل أن أسافر.
محتاجة الدنيا كلها تصالحني يا بني. أدفع عمري ويعود أبي وأخي ليصالحاني! ليطلبا السماح! ليعيدا الحقوق التي يحتاجها أولادي، ليريا حالي الآن في بيت أبي؛ بسبب ظلمهما لي! أشفقت عليها من هذه الكلمات التي تقطر حزنا وتوقفت عند كلمة بيت أبي وسألتها حضرتك قريبة مراد؟! لم ترد قالت تسافر بالسلامةو غادرت.
أخذتني من شرودي الفتاة التي جاءت بفنجان القهوة الذى طلبته.
تفضل.
شكرا.
من فضلك هذه السيدة التى غادرت بتعمل إيه هنا؟
هذه الحاجة حمدية عمة الأستاذ مراد
عمة مراد!! بهذا الشكل في بيت أبيها!؟ حرموها من ميراثها.!
ليه كده يا نبيل تحرم أخواتك.؟ نبيل؟!، أنا؟! أحرم أخوتي ! والد مراد وجده أنا مثلهم!. حمل حقيبته الصغيرة ولم يستجب لدعوات مراد بالانتظار. آسف مراد هناك من لهم حقوق عندي وحان وقت السداد.
حقوق!
وظهرت الآن!
بل أنار الله بصيرتي الآن!
يمكنهم الانتظار عدة أيام.
لا ضمانة أن أبقى حيا بعد هذه الأيام. بكل شوق يسرع بسيارته، سوف يبدأ بأخته الكبرى، لقد اشتاق كثيرا “لورق العنب ” من يدها!.

التعليقات مغلقة.