السجالُ الأسبوعي لشعراء الفصحى الخليليين و معارضة لأميرُ الشعراء على نغم البحر الوافر
وَأَرسَلَ عائِلاً مِنكُم يَتيماً
دَنا مِن ذي الجَلالِ فَكانَ قابا
نَبِيُّ البِرِّ بَيَّنَهُ سَبيلاً
وَسَنَّ خِلالَهُ وَهَدى الشِعابا
تَفَرَّقَ بَعدَ عيسى الناسُ فيهِ
فَلَمّا جاءَ كانَ لَهُم مَتابا
وَشافي النَفسِ مِن نَزَعاتِ شَرٍّ
كَشافٍ مِن طَبائِعِها الذِئابا
وَكانَ بَيانُهُ لِلهَديِ سُبلاً
وَكانَت خَيلُهُ لِلحَقِّ غابا
وَعَلَّمَنا بِناءَ المَجدِ حَتّى
أَخَذنا إِمرَةَ الأَرضِ اِغتِصابا
وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي
وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا
وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ
إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا
بدأ السجالُ بإطلاقِ إشارة البدءِ والتي أطلقها الشاعر خالد سعد فيصل بقوله :
هيا أيها الشعراء لمعارضة أمير الشعراء شوقي بك – رحمه الله – فيما لا يقل عن أربعة أبيات ولا يزيد على سبعة ، بنفس النغم وذات القافية
الشاعر عبدالعظيم الأحول :
تجلّى اللهُ بالرحْماتِ نُعمَـــى
وأمطرتِ السماءُ لنا رُضَـابـــا
وفاضت أرضُنا بالخير حتَّــى
تماهَى البِـرُّ في دَمِهَـــا وَثَابَــا
نَـبِـيٌّ قلبُـهُ شَهْـــــدٌ مُـصَـفَّــى
يَـبُـثُّ الحُـبَّ أنهارًا عِــذَابَـــــا
ويَـمْـحُـو بالقُلُـوبِ ظَلامَ حُزنٍ
وكُفـرًا عَـمَّـهَـا دَهْـــرًا وَ عَـابَـــا
نبِـيٌّ أصَّـــلَ الإيمَـــانَ فِـيـنَــــا
وبالإسلامِ شَـــرَّفَــنَـا انتِسَـابَــا
وسُـدنَا مِـنْ هُـدَاهُ الأرضَ رَهوًا
وَ نَــوَّرنَــا الـمَـجَـاهِـلَ وَاليَـبَابَـا
أبَـا الـزَّهْـــراءِ لَـيسَ يَفيكَ شِعرٌ
بِـمَـدحِـكَ كُـلُّ كُـلُّ الشِّعرِ خَـابَــا
الشاعر جمال ربيع:
على بابِ السلامِ تركتُ قلبي
يُعانقُ كلَّ مَنْ يأتيكَ بابا
يحمِّلهُ السّلامَ إليكَ حُبًّا
ويقطعُ بينَ روحينا الحِجابا
دموعُ الشوقِ أبسطها حروفًا
فنعمَ الحرفُ إذْ أضحى كتابا
ضلوعيَ أجهَشَتْ والروحُ تعدو
إليكَ وكلُّ ماتبغي استجابَ
الشاعر شيماء يوسف
شريعة الغاب
صنوفُ الشرِ قد كثرت وطالت
بفعلِ الشرِ نحصده اغترابا
عجبتُ لما بشرعِ الغابِ تحيا
اناسٌ ها هنا صاروا ذئابا
طباعُ الغدرِ فيهم قد تفشت
وعن مكر فقد كشفت نقابا
زبانية العذاب لكل أرضٍ
لما فعلوا فما نالوا عتابا
فكم عين من الأوضاعِ تبكي
وكم طفل من الأهوالِ شابا
وفعل الشر منه الكل عانى
وأغلق في وجوه الخير بابا
لأجل الدين كرهاً قد تلاقي
لأجل الفكر قد تلقى العقابا
ولا يدرونَ أن الله حي
إذا يغضب لهم يعطي العذابا
وكم قلب بذكر الله يرقى
وكم جرح بذكرِ الربِ طابا
وباءٌ إن أصابَ الكلَ يوماً
فذاك لأن وجه العدل غابا
الشاعر محمد ناجي :
رسولَ اللهِ إنْ يَرموكَ زُورًا
فإنَّ بعِصمةِ اللهِ الحِجابا
رمَاكَ أصاغِرٌ من شرِّ قومٍ
فتَبَّ اللهُ إفْكَهُمُ تَبابا
كَفَتْكَ شمائلُ العظماءِ عنهمْ
فإنْ أفِكوا تَكُنْ لهُمُ الجوابا
وأُمِّيٌّ بُعِثْتَ بخيرِ دينٍ
أتىٰ للناسِ علَّمْتَ الكتابا
بَعَثْتَ مَكارِمَ الأخلاقِ فيهِمْ
كغَيْثٍ أَنعَشَ الأرضَ اليَبابا
أساءوا للرسولِ وذاكَ إثمٌ
ونحنُ بمدحِهِ نرجو الثوابا
فمَنْ يُؤْذِ الرسولَ نكُنْ جميعًا
فِداءَ محمدٍ أُسْدًا غِضابا
الشاعر عبدالرحيم مجلي المترجم :
ألا يا ساقيَ الركب الشرابا
ومن علم المدائن والشِعابا
ومن في هذه البيداء يطوي
من الأرض الخرائب واليبابا
هديت الرشد في سفرٍ طويلٍ
سألنا ثم أعطيت الجوابا
فكيف دليل دنيانا وهذا
لهُ وقت يسير ما أصابا
وللإيمان والإسلام داعٍ
بهِ اختتم الهدى وتلى الكتابا
نبي الله كم لك يا حبيبي
دعوت الله رؤياك احتسابا
وما لي غير حبّك من رصيدٍ
بعاجلةٍ تكنّ لنا اغترابا
لعمرك إن في الدنيا سكارى
تمادوا واستخفوه العقابا
ومن ظلم النفوس أتوا حديثا
تداعى في مغبتهِ وخابا
وفعلا ليس يغبطهُ سوى من
لهُ الشيطان مأموماً مهابا
لحى الله الذي يختال ظلماً
ويهوى موقعا في النار ذابا
الشاعر صبري الصبري :
مشاركتي في السجال
صبري الصبري
وكان كلامه شهدا مذابا
ورشدا متقنا .. حقا .. صوابا
وأعلى قدرنا بالعدل نسمو
بقسطاس هدى فينا اللبابا
وكان المصطفى نورا مبينا
وكان المجتبى لله بابا
وأعطاه المهيمن عز. قدر
فجاوز بالعلا طه السحابا
حبيب الله خير الخلق طرا
يتمم للصلاح لهم نصابا
جميل الوجه محمود السجايا
ويبدو في تواضعه مهابا
نقي القلب مبرور المزايا
يسامح من أساء ومن تغابى
يعيش على الكفاف ولو تمنى
نعيما خالق الخلق استجابا
الشاعر محمد عطية :
سَلُوا الأَيَّــــام
سَلُوا الأَيَّامَ فيما العُمْرُ ولَّـــــي ؟
سَلُوا الأَزْمَانَ مَا أَوهَي الشَّبَابـا ؟
فإن القلبَ متقدٌ بوجدٍ
إذا ما ثارَ أَوردَهُ اضطرابا
وجفني مُثْقَلٌ بالدمع يشقى
بسهدٍ كالعُضَالِ إذا أصابا
و أَضْنَانِي جَفَــــاءُ القَوم دَهْـــــرَا
فَمَنْ يَقْضِي و مَنْ يحصِي النِّصَابَـا؟
و أَعْيَانِي بَقَاء القُدْس غَــــــــرْقَي
بِنَهْرِ البُـــؤْسِ قَدْ أَضْحَتْ خَـــرَابــا
وَ فِى بَغْدَادَ صارَ النَاسُ صَــرْعَى
فَـمَنْ يُرْضِيْـهِ ضَيْـمٌ قَـدْ أَصَــــــابَــا؟
و ( بُورْما ) تَسْتَغِيثُ و شَامُ تَهْوي
و صَرْحُ الحَـــقِّ قَدْ مَـالَ انتحابا
رِمَــاحُ الغَـدْرِ تَسْتــَهْوِى صُـــــدُورَا
وَ لَا تَــرْعَـــي حُقُوقَــاً أَو نِصَـــابــا
حَمَلْتُ الجُـــــرْحَ فِى قَلْبٍ تَلَظّى
ينادم في ثناياه العذابا
فَدَعْنِى وَ البُكـَا عَـلَّ الليالي
تداوي الجـُرْحَ وَ الحَقَّ المُصَــابَـا
غُــزَاة الشَّرْقِ كَمْ ذُقْنَـا عذابا
و كَمْ أَحْكَمْتـُم القَيْـــدَ انتيابا
سَئِمْنَا مِنْ كَلَامٍ لَيْسَ يُجْــدِي
سَئِمْنَا صَمْتَ مَنْ أَحْنَي الرِقَابَا
وما عدنا لغير الحق نصغي
فكم حدنا عن الحق ارتيابا
غَــــــدَا يَـأْتِـي رَبِـيْــعٌ غَيْــرُ وَاهٍ
يُـزِيْـلُ القَـيْـدَ عَنَّـا و النِّـقَــــابــا
………………………………………
أنِستُ بحبِّه والقلبُ طابا
وذكرُ المصطفى يُجلِي الصِّعَابا
فخضت بمهجتي بحر التمني
أُوَسِّدُ خافقي منه العبابا
وإن لاقيت من أهوال موجٍ
أُجِدُّ الشوقَ والوجدَ انتيابا
تبادره الجوارح وهي تفضي
له التحنانَ حبا واحتسابا
فقادتني إلى المبعوث حتى
ظننتُ الروح كانت منه قابا
وعُدتُ وما علمت بأن قلبي
تولى في الضلوع به مصابا
وما قصرت في طلب المعالي
ولكن قد يواري الحظُّ بابا
الشاعر علي أحمد :
يسيء العبد إن أمن العقابا
ويخسأ إن رأى يوما عذابا
ولكن الأباة لهم طريق
كخط الصوت يخترق الصعابا
وما نبحت كلاب الغرب إلا
رأت فى الشرق موتا واغترابا
ودين محمد قد شوهوه
وغاب العقل والوهم استجابا
وصار الدين بين بنيه وصما
ومن طلب التقى فقد الصوابا
وأين هداية المختار منا
ورحمته التى ملأت هضابا
وأين العدل والإنصاف فينا
وحسنى تجعل الأعدا صحابا
محمد جاء بالأنوار فجرا
يضيء الكون عدلا مستطابا
محمد رحمة الرحمن غيث
أحال الأرض أنهارا عذابا
الشاعر إمام سراج :
أبا الزهراء إن لنا عهودا
حفظناها ليبق المجد بابا
على نهج النبوة سائرينا
ليسلم زندنا طبنا وطابا
على حوض الحبيب لنا لقاء
لنشرب ماءه عذبا رضابا
وفى يوم الشفاعة نرتجيه
فنهديه ونسلمه الرقابا
نبى نوره للحق سبل
أضاء بساحة الدنيا شهابا
الشاعر إبراهيم شافعي :
رسولَ اللهِ ما يكفيكَ قولي
وقد أغلقتُ للنيرانِ بابا
بمدحك يا حبيبُ سمت حروفي
وأرجو أن تؤمِّنَنِي العقابا
هجاكَ سفيهُ قومٍ قد تدنَّى
وسنَّ اللهُ في هذا العذابا
شكوتُ إليكَ يا ربي زمانا
يعيشُ الناسُ بالدينِ اغترابا
ويحيى من تطاول – بعد – عزا
وقد يعلو بما قال الرقابا
رسولَ الله يا خير البرايا
لأنتَ لنا الضياءُ جلا الضبابا
وهديُكَ لم يزل فينا دليلا
ولمَّا لم يعد بعد اضطرابا
رسول الله ما نرجو سواكَم
بهذا الذكر نجتاز السحابا
فإن عادَ السفيهُ إليكَ سبًّا
نكن إن عادَ للباغي شهابا
الشاعر حسين كريبة :
رَسُولٌ جَاءَ يخبرنا صوَابَا
أَتَى بالحق أهدانا كتابا
فبعدَ الليلةِ الظلماءِ نورٌ
أنارَ الكونَ وابتلعَ الضَّبابا
فهذا الهاشِميُّ له خِصَالٌ
بهِ قد أذْهبَ اللهُ اغترابا
وصارتْ أمة الإسلامِ تسمو
وترفعُ عنْ مآثرها النِّقابا
وليتَ مقالتي توفي الرَّسُولَ
فأكتبُ عنْ فضائِلِهِ خطابا
وشوقي للحبيبِ لهُ حنينٌ
يفوقُ الْوَصْفَ فِيهِ الْقَلبُ ذَابَا
الشاعر جمال أبو أسامة :
عَلَا قدْرًا ففاقَ بهِ السَّـــحابَـا
وحلَّ بِكوننـــا عطْــــرًا فطابَا
ومن شرَفِ الحياةِ أن ارتوينا
من السُّننِ الأقاويـــــلَ العِذَابَا
ومِن أفعالِهــــا ما لــــــو أتيـنا
لعادَ المجـــــدُ ثانيـــــــــةً وآبَا
رســـــــــولَ اللهِ فرَّقنا خِصامٌ
وأُلْبِســــنا تلاحينـــــــا إهابَــــا
فأُطْمِعَ معشـــــــرُ الأرذالِ فينا
وما ارتدعـوا وإن صِرنا غِضابَا
وكيفَ لنا كيـــــانٌ فيهِ نحيــــا
وكلُّ ربوعِنـا صـــــارت خرابَـــا
ندمّــــرُ بالجهــــــــــالةِ ما بنَيْـنا
ولم نخشَ العقــابَ ولا الحسابَا
مع الأعـــــــداءِ حملانًا ترانــــــا
وفيمــا بيننـــا بِتنـــا ذِئابــــــــــا
رســـــــــــــــولَ اللهِ معذرةً فإنّا
فقدنا بعدَ شِرعتِكَ الصــــــــوابَا
الشاعر دكتور حسن سلطان :
إلى هَدْيِ الحبيبِ طرقْتُ بابا
فزادَ الكيلُ والعيشُ اسْتطابا
وهامَ القلبُ في حبِّ المقفَّى
صلاةً واقْتِداءً واقْترابا
وشوْقي للنَبيِّ كميْلِ نفسٍ
تتوقُ إلى الجِنانِ فقدْ تُحابى
تتوقُ إلى شرابٍ مِنْ نبيٍّ
فلا تنأى ولا تعدو انْتحابا
فياربَّ الخلائقِ جُدْ علينا
نرى المُختارَ و الشفعَ المُجابا
وعذرًا يا حبيبَ اللهِ عذرًا
على جهلِ المسي ء ومَنْ تَغابى
التعليقات مغلقة.