السجين… بقلم سيد جعيتم
يصدح عصفور الكناري، أمي تنظف له قفصه الذهبي وتثبت له أرجوحة داخل القفص. من خلف زجاج النافذة أراقبه، يلهو تحت المطر، يعدو خلف فراشة زاهية الألوان، يقع فيكسو الوحل ثوبه، يقف ضاحكا، يشير إلي، بصوت مرتفع ،يدعونني لمشاركته اللعب. أمي متعجبة : ـ طول اليوم في الطريق عرضه للبرد والمطر، ولا تظهر عليه أي أعراض مرضيه.تجيبها المربية:ـ ربنا رحيم بيدي البرد على قد الغطاء يا هانم.تضعني أمي داخل جبل من الملابس الصوفيه وطاقية جميلة تغطي أذني، فاليوم موعد زيارة طبيب الأسرة والكشف الدوري خاصة وأنني عطست بالأمس.
شاهدني فتوقف عن العدو، ظهرت السعادة علي وجهه اقترب، مد يده إلي بسندوتش كان يقضم منه، هممت بمد يدي، بنظرة من عين أمي، أبعده السائق. شعرت بضعفي وقلت حيلتي إنتابتني حالة من الضيق، انا في حاجة للهواء طلبت من السائق فتح النافذة. ـ الجو بارد والهواء ساقع، انت عطست، هكذا قالت أمي، ورفضت فتح النافذة، صمت مطيعًا كالعادة.قالت امي للطبيب بصوت خفيض :ـ في الفترة الأخيرة لاحظت عليه القلق والخوف وعدم التركيز، ويشكوا من صداع وألم ببطنه وتكررت مرات تبوله ليلاً في فراشه.تألمت من إفشاء أمي سرًا وعدتني بكتمانه. كتب الطبيب لي أدوية، استغربت أمي من قوله إن ما أعانيه بوادر أزمة نفسية.فتحت القفص، مددت للعصغور يدي أداعبه، وقف على يدي، فتحت له النافذة، انطلق خارجًا صوبه مباشرةً، وقف على راسه، ضحك بإستمتاع لم يحاول أن يمسك العصفور، غرد العصفور بأجمل تغريداته، سعدت لحريتهم، بكيت.ـ لا تبكِ يا حبيبي سأشتري لك غيره ، وطبطبت بحنو علي رأسي
بقلم:سيد جعيتم
جمهورية مصر العربية
التعليقات مغلقة.