السفينة…بقلم رشيد المؤذن
لاح الضياء
أطفئ القنديل
أتى بلا خطا
ناويا كعادته الرحيلا..
سفينة في مرفئ
تنتظر آخر المقيل
تمسك الأمواج
في أضخم رحلة
لم يعرف التاريخ
لها في الكون مثيلا
تمخر مع الريح
أياما معدودات
على برائتها….
تلهث في رحيل كل عام
لا يوشك على عدها ذليلا
طوبى لمن أدرك الموعد
اتضحت له الرؤى
فلم يتأرجح ولو قليلا
يشد الموت من قبله
وتشده الحياة من
دبر طرفه صابرا
صبرا جميلا.
أدركتني رعشة
وأنا أرثي ما تبقى
من فتيل الضوء
ودمعة في القلب
أبت ان تسيل…
في انتظار اللحظة العظمى
ننتظرها جيلا بعد جيلا
رأيت كيف تشوه الأرواح
تقتل.. ولا ينزف قتيلا
أدركني المشيب..
أخشى أن يخفت الضوء
في عيون الصغار…
فتنسى عذوبة الكتاب
تسقطه.. ثقيلا..
وأغلال الحيتان تتربص
كيف تجد إليهم سبيلا..
أو يبلعهم البحر يستعجلوا
الممات يضللونه تضليلا..
تختفي الألوان والأصوات
حينها لم يسمع لهم ..
إلا همسا قليلا…
دخلت عصر الخوف
أحفاذي لربما
سيقرأون كتابي هذا
« أنا عليكم حزين
إن ارتضيتم السفر
دون السفينة بديلا »..
لا عاصم لكم من الموج
ففي البحر ظلام سوف
لن تجدوا به فتيلا..
أما على ظهر السفينة
وإن كسرت أطرافها
سترون الأفق
وذكرى الجنان بها
ظلا ظليلا…
حتى وإن قالوا:
أي فضل لها عليكم
في هذا الزمان
قلتم بلى :
أي اتهام حيالها من
بعد نوح هو باطل
جملة وتفصيلا…
لا تخوضوا حروب سواكم
الم تروا أصحاب الفيل
أرسل عليهم طيرا أبابيلا
ولا تناموا بعمق الزمان
نوما طويلا…..
التعليقات مغلقة.