السقوط الحر
بقلم حاتم السيد مصيلحي
- غالبا ماتكون للإنسان رغبات تتطلب منه بذل الجهد والعرق في سبيل تحصيلها، وسلوك كل الطرق من أجل موافقتها، وقد يقدم بعض التنازلات التي يراها ممكنة، ولايجب الوقوف عندها لتحقيق السلام النفسي، والأمن المجتمعي، ولكن ياترى هل تطلق على عواهنها دون ضابط أو رابط، يلزمها محاذير معينة وشروطا محددة؟! حتى لا تنزلق قدمه إلى مزيد من التنازلات التي تعوق مسيرة الحياة السوية، فتزل قدمه ويقع في شراك الشيطان الذي دائما مايبرر التنازلات ويحولها إلى زلات عندها نقطة اللاعودة. إن ضغوط الحياة المستمرة، ومطالبها الملحة عامل رئيس وأساس لتلك التنازلات، والتطلعات المستمرة لتحقيق حياة أفضل، والسهم النافذ إلى أغوار النفس الأمارة بفعل مالا يحق فعله، دون أن تترك خيطا للوم، أو فسحة من الطمأنينة أو الرضى. وحينئذ ترتقي التنازلات إلى حقوق مكتسبة لا تقبل نقضا، وواجبات مفروضة لا تستثنى أمرا، فإن راجع قصده، وأعاد نظره، فاستأنف حكمه نائيا عن الزلات، رافضا للتنازلات عد متطرف الفكر، متسلط الرأي، ومن ثم وجب إدانته ليعاود تقديم التنازلات من جديد، فيسقط سقوطا حرا في بئر سحيق ليس له قرار.
التعليقات مغلقة.