السلام على العراق .شعر .صبري الصبري
كُفوا أذاكم عن رحاب عراق
فخر الخلافة طيب الأعراق
ودعوه يحيا في سلام كم له
بالقلب من حُب ومن أشواق
(هارون) أحيا في حماه حضارة
كانت بحق وجهة الآفاق
زحفت لها أفواج طلاب لهم
بالعلم شغف في أجل نطاق
وجثت بها أقوام تكتب ما بها
من فيض تعليم بديع راقي
كانوا بها طلاب علم سطروا
منها العلوم بأنصع الأوراق
سل عن عراق آل (عباس) ارتقوا
فيها ومنها رفعةً بمراقي
وسل (الرشيد) ومن تقلد شأنها
عبر العصور بقدرها العملاق
وانظر بدجلة والفرات شواطئاً
تحكي وتسرد أروع استحقاق
واشرب بكفك أو بكأسك شربة
من ماء طهر طيب رقراق
وانظر هنالك نخلها أو تمرها
يعلو بجو في أعز طباق
وقل السلام على العراق فإنه
روض الحضارة منهل العشاق
عشاق علم يرتقي قمم الهدى
ويبث فيهم أكرم الأخلاق
وسل الإمام أبا حنيفة ما له
من مذهب بفؤادك التواق
وكذا ابن حنبل أحمداً في فقهه
بلغ الإمامة بالعُلا الخفاق
كانوا ببغداد الكريمة كلهم
أقمار نور بالضياء الواقي
منحوا الخلائق علمهم ورشادهم
من هدي قرآن العظيم الباقي
وبسنة المختار طه المصطفى
برعوا وسبروا أعمق الأعماق
بلد الخليل يئن يشكو ما به
من ضيق عسر مطبق بخناق
أحفاد يونس ما بهم يُبكي الورى
في نينوي ضجت من الإغلاق
جاع الذين تجرعوا بحصارهم
كأس المرارة علقماً بمذاق
أطفالهم ولدوا بغير حضانة
بالسقم خرجوا للعنا المتلاقي
وكذا النساء أو الشيوخ بسقمهم
عوز الحوائج في حمى الإملاق
ورجال بغداد الحبيبة واجهوا
بحصارهم فقراً مع الإرهاق
يا من ينصب نفسه في كوننا
حكماً يُحَكِّمُ أمره بفواق
ويظن أمريكا رسول عناية
يحمي الخلائق من ردى الإغراق!
ويعيد تشكيل البلاد برأيه
حسب الهوى للمجرم الأفاق
ويهدد البلدان بالهول الذي
صبَّ البلاء بوابل الإحراق
منذا الذي منح الغريب وصاية
ليقول (بوش) بأوسع الأبواق
سأقسم البلدان حسب شهيتي
وأغير الحُكام وفق وفاقي
وأمارس العدوان وفق إرادتي
للشر أرمي رميتي بشقاق
وأصدر الفيتو حماية بلدتي
تحمي اليهود بهزة لطواقي
وأمزق الفيتو بحسب مشيئتي
عن مجلس الأمن اتخذت فراقي
خبلٌ بفكر القائمين بشأنكم
يا من بلغتم لوثة الإزهاق
إزهاق أرواح العباد بحربكم
في هجمة الأغراب والفساق
كُفوا أذاكم عن عراق إنه
بلد السلام بروضة وسواقي
ودعوا العراق وشعبه في أرضه
يحيا بما لله من أرزاق
رباه حقق للعراق سلامة
بالأمن في سبغ من الرزاق
واخذل جحافل عصبة مجنونة
زحفت بحقد أسود لعراق!!
التعليقات مغلقة.