السلفية الإلحادية ٦ ” الحلقة الأخيرة “د.أحمد دبيان
هذه السلسلة من المقالات تعبر عن وجهة نظر الكاتب دون أدنى مسئولية على الجريدة
السلفية الإلحادية ٦ ” الحلقة الأخيرة “
د.أحمد دبيان
الإلحاد ، مفردة مصدرها ألحد وتصريفها لحد ، يلحد ، إلحاداً.
يقول الله فى كتابه العزيز فى سورة فصلت ، الآية الأربعون :
( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا
يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ)
وللفظة معانٍ متعددة فى اللغة حسب موطنها الجملى أو سياقها اللغوى .
- لحَدَ / لحَدَ في يَلحَد ، لَحْدًا ، فهو لاحد ، والمفعول ملحود
- لحَد المَيِّتَ: دفَنه، واراه الترابَ
- لحَد القبرَ: حفَره وعمل له شقًّا
- لحَد الشَّخْصُ في الدِّين: كفر وأشرك بالله، طعن فيه
- لَحَدَ السَّائِلُ : مَالَ عَنْ طَرِيقِ القَصْدِ
- لَحَدَ السَّهْمُ عَنِ الْهَدَفِ : عَدَلَ عَنْهُ
- لَحَدَ إِلَيْهِ : مَالَ
- لَحَدَ الْحَاكِمُ : جَارَ، ظَلَمَ
- لَحَدَ علَيْهِ في شَهَادَتِهِ : أَثِمَ
وفى تفسيرات الآية :
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثنى عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ) قال: هو أن يوضع الكلام على غير موضعه. وكل هذه الأقوال التي ذكرناها في تأويل ذلك في قريبات المعاني, وذلك أن اللحد والإلحاد: هو الميل, وقد يكون ميلا عن آيات الله, وعدولا عنها بالتكذيب بها, ويكون بالاستهزاء مكاء وتصدية, ويكون مفارقة لها وعنادا, ويكون تحريفا لها وتغييرا لمعانيها.
فالإلحاد هنا الميل والعدول والتأويل المغرض الفاسد ، بل ويتعداه الى لوى المعانى والأحاديث وتحميلها خارج ما تحتمله ترويجاً لفكرة أو استخلاصاً لشرعنة فقهية ينفيها ويخالفها السياق التاريخى او المنهجى الذى أتى به الرسول.
فالإلحاد هنا ميل عن المعنى وتحريف له واسقاطه فى غير موضعه .
ويشمل الإلحاد هنا استدعاء الآراء الفقهية الناتجة عن تفاعل الجغرافيا مع الزمان فى صناعة التاريخ فى سياق عصره دون النظر الى التطورات الظرفية الزمكانية بمكتسباتها المعرفية التى لم يتمتع بها السلف التاريخى ابن عصره ومكانه وزمانه .
الإلحاد ببساطة هو الميل واللى للمعانى استخلاصاً للأحكام الموجهة التى لا تراعى الإنسان ومصلحته كمقصد أساسى من مقاصد الشريعة وانما تحيد لترسيخ مصالح السلطان أو الثروة أو المنتفعين بالدين كهنوتاً سلطوياً .
على الطرف الآخر تأتى مناهج اللادينيين أو الدهريين من آمنوا بخلق الدهر وهلاكهم به فى ناموس كونى تلقائى دهرى تحكمه تفاعل قوانين بلا ضابط .
وكما جاء فى سورة الجاثية الآية ٢٤ :
( وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) (24)
لتسقط فى فخ الإلحاد السلفى وخصوصاً فى الشرق ، حين تخرج عن اطار تلاطم أفكارها العلمى ( الذى لم يكتمل ) و المؤدى بها الى صياغة براهينها الدهرية أو اللادينية .
فنجد الطعن باختزال الآيات وتفسيراتها، وتأويلاتها التى لم يقل بها الرسول عليه الصلاة والسلام ( وظلت اجتهاداً وبحثاً مفتوحاً بانتهاج المنهج العقلى التدبرى بمدخل علمى متجدد ) عن مواضعها لياً للمعنى أو باستحضار سياقات تاريخية دخلت فيها تدليسات الرواة فى جغرافيا كانت تعج بالموتورين والمضارين واصحاب المصالح المتقوضة .
كان هذا نهج المستشرقين الغير منصفين الا من ظلت الحيدة منهاجهم وهم قلة وتلقفها عنهم بعض اللادينيين العرب الذين ألحدوا سلفياً لعجزهم عن التعاطى العلمى اللادينى رغم قصوره فوقعوا فى اسار السلفية الالحاديا بجعل قبلتهم الالحادية هو تأويلات مغلوطة او خاطئة أو جاءت نتاج تلاقح الجغرافيا الزمكانية وتجمدت بتعاطى المنتفعين عصرياً بترسيخها المالى السلطوى.
يأتى البعض مثل السيد حامد عبد الصمد الذى يجول بفيديوهات على قناته الخاصة بسلفية الحادية منقطعة النظير وبحكم خلفيته كاخوانى سابق يزعم انه ترك تلك الجماعة الماسونية ، وبتحالفاته مع الصهاينة فى المانيا وترويجه للمصالحة مع الصهاينة وبجرم عربى اسلامى فى حق اليهود ليلقى رواجاً وتفتح ابواب الجوائز له .
يأتى السيد عبد الصمد ليستحضر بسلفيته التاريخ الذى اتت به الثورة الأموية المضادة بدمويتها الحادياً ليطعن فى الرسالة والدين دون ان يتعرض بالطبع ارضاءاً لسادته للتوراة اذا ما استخدم الاختزال او التأويل فى آياتها و كما جاء فى سفر إرمياء .
Jeremiah
“‘How can you say, “We are wise, for we have the law of the LORD,” when actually the lying pen of the scribes has handled it falsely?
إرمياء
كَيْفَ تَقُولُونَ: نَحْنُ حُكَمَاءُ وَشَرِيعَةُ الرَّبِّ مَعَنَا؟ حَقًّا إِنَّهُ إِلَى الْكَذِبِ حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ الْكَاذِبُ.
السلفية المشرقية الإلحادية ، هى لا دينية فوضوية موجهة لا تعلى حتى من قيم العلم او العقل كما فعلت اللادينية الغربية وروادها.
وهى أداة تقويض موجهة بخلق حالة من التغييب السلفى المنهجى بذراعيه الأصولى المرسخ لمصالح الثروة والسلطة والثيوقراطية وطرفه الإخر الذى يغذى وجوده من السلفيين اللادينين .
التعليقات مغلقة.