السلفية الالحادية 4… د.أحمد دبيان
السلفية الالحادية 4
د.أحمد دبيان
هذه السلسة لا تعبر عن الفكر الديني أو السياسي للجريدة لكنها منشورة على مسئولية الكاتب نفسه
( بل الرفيق الأعلى )
كانت هذه الكلمات آخر ما يروى عن الرسول عليه الصلاة والسلام ، على حجر عائشة حين تم تخييره بين الحياة الدنيا والخلود فيها وبين الإنتقال الى جوار الحق القدوس .
بانتقال الرسول الكريم الى جوار ربه انقطعت صلة السماء بالأرض الا بما ترك فى قومه من آيات كتاب منزل وما أستنه من أحكام دنيوية جاءت موائمة لواقعها الزمنى والجغرافى .
تحدد وقائع سقيفة بنى ساعدة ان الخلافة كنظام وضعى دنيوى جاءت إجتهاداً من شعب المدينة بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام وانه خلافاً لروايات أهل السنة أو أهل الشيعة ، لم يسم أبو بكر خليفة ولا أوصى لأحد .
جاء اختيار الأنصار لسعد بن عبادة كبير قبيلة الخزرج إجتهاداً لمن يؤول له الأمر بعد الرسول كحق إرتأوه لدولة المدينة التى نصرت النبى وأقامت دولته .
هنا ظهر الخلاف الذى سرعان ما تم حسمه بهروع ابى بكر وعمر ككبار صحابة ليجتهدوا لتشكيل نظام وضعى دنيوى تم فيه اختيار أبى بكر وليتم وضع قاعدة وضعية
( نحن الأمراء وانتم الوزراء )
ليرسخ للقرشية الحادة وليتم حصر الأنصار فى شورى قد يؤخذ بها .
وليعترض على بن ابى طالب فيمتنع عن بيعة أبى بكر لستة أشهر.
و يؤكد ابن خلدون في تاريخه، ابوجود اعتراضات على استخلاف أبي بكر، بقوله: «أجمع المهاجرون والأنصار على بيعة أبي بكر، ولم يخالف إلا سعد (يقصد سعد بن عبادة) وان كانت الروايات التاريخية تنبئنا باعتراض بلال بن رباح أيضاً .
جاءت بيعة ابى بكر فلتة كما ورد على لسانه وعلى لسان عمر بن الخطاب :
إذ رُوي عن أبي بكر نفسه أنه قال إن «بيعتي كانت فلتة وقى الله شرها»، بحسب ما ذكر الجوهري في كتابه.
كذلك رُوي عن عمر بن الخطاب في صحيح البخاري، رأي مشابه، عندما قال: فلا يغترنَّ امرؤ أن يقول: إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت.
جاء إختيار عمر وعثمان بمواءمات بين حكم النخبة ليتم ترسيخ قاعدة وضعية أخرى واسباغها منهجاً تشريعياً بإسم أهل الحل والعقد .
جاءت أحداث الثورة فى عهد الخليفة عثمان بن عفان اول دمغ تاربخى حركى على نفى القداسة التى تم اسباغها على اللقب والمنصب والتظام الوضعى .
ثار المسلمون ضد الظلم وتمركزات الثروة والطبقية العائدة بضراوة .
ورغم تأويل سابق لأيى بكر بوضعية الخلافة بشرياً بقوله
( وليت عليكم ولست بخيركم فان احسنت فأعينونى وإن أسأت فقومونى )
جاء تأويل الخليفة عثمان مانحاً قداسة الحق الإلهى للمنصب بقوله حين ارادوا عزله كأى حاكم فشل سياسياً
( ما كنت لأخلع عباءة ألبسانيها الله )
وليتلقف الأمويون قومه وعشيرته هذه العبارة بعد الصراع السياسى ما بين الخليفة على بن أبى طالب ومعاوية بن سفيان حاكم الشام المنشق المعزول فيتم اسباغ القداسة باستحضار الروايات ووضعها ليتم وضع أحاديث على لسان الرسول من قبيل
( الأئمة من قريش )
وليتم منهجة الأحكام الوضعية التى جاءت اجتهاداً من خلفاء الزسول الكريم ليتم اسباغ القداسة عليها بتأويل ملتوٍ للآيات وللأحاديث ، وليظهر فقه السلطة ويترسخ فيتم أسلمة النظم الغربية الرومانية والكسروية الشرقية لننتهى لحق إلهى متأسلم فى الحكم تقطع فى سبيله الرقاب ويصلب فيه المعارضون وليولد فى ذات اللحظة فقة الثورة تحت وطأة إستشهاد سبط الرسول واحداثها الدامية فننتهى الى ترسيخ مضاد بنفس الأدوات .
التعليقات مغلقة.