السلم
قصة قصيرة
تأليف:محمد كسبه
ما أجمل أن ترتقي الدرجات حتى تصل لما تريد ،فالصعود السريع أو الهبوط السريع ، أنا لا أفضله ، لابد أن تجد و تجتهد ، تكد و تتعب في كل خطوة تنتقل بها درجة لأعلي أو درجة لأسفل حسب الهدف الذي تحدده .
في تلك البنايات العالية أو ما تسمى بالأبراج ، الجميع يفضلون المصعد أو ما يسمى بالأسانسير ، و هو من وجهة نظري يشبه كارت الواسطة ، ذلك الكارت الذي يجعلك تتخطى رؤوس الجميع و تصل دون أن تبذل أي مجهود إلى هدفك .
لن أطيل عليكم الحديث عن نفسى ، أنا من تبحث عنه عند دخولك من أي باب ، فأنا غالبا أبعد قليلا عنه ، أنا منظم جدا كالهرم المدرج ، لا يجوز لك أن تتخطى أي درجة ، و إذا حدث ستشعر بالألم .
أنا السلم – اوعى السلمة المكسورة – مزحة بسيطة أسمعها دائما إما بغرض التهكم و السخرية أو بغرض النصح و الإرشاد ، فأنا بمرور الزمن أتقادم و أفقد أجزاء بسيطة مني ، و احتاج لترميم ، إن أهملتموني سأعاقبكم بالكسور و الكدمات ، و إن حافظتم علي حفظتكم السلامة يا أصدقائي .
كل درجة من درجاتي تشهد يوميا وقائع و أحداث في الليل و النهار .
أحيانا يملؤني الغضب حين أرى اللصوص و المخادعين يرتقون درجاتي ، تزعجني الكعوب العالية التي تتخبط بي و تؤلمني ، ذات مرة ارتقت باغية درجاتي للوصول إلى شقة الرجل الفاسق ؛ لكني بكل قوتي منعتها و طرحتها أرضا ؛ فشعرت بالفخر ، فأنا لا أحب الباطل ؛ لكن لا أقدر أن امنعه ، لذا أكون حزينا .
نعم أنا أشعر مثلكم بالحزن و بالسعادة . أحمد الطالب بالثانوية العامة نجح و تفوق ، بمجرد دخوله باب العمارة بالأمس ، انطلق كالصاروخ لم تكد قدماه تلمس سلمه إلا و يقفز و يتخطى ثلاث أو أربع درجات لأعلى ؛ على الرغم من أنه لم يلتزم بدرجات الصعود إلا أنني كنت سعيدا ، بل ساندته في أكثر من مرة كاد فيها أن يقع .
أصدقائي : هناك العديد من أنواع السلالم منها المادية و منها المعنوية ، فالنتحدث عن السلالم المادية أولا ، و هي ذات درجات بقياسات مختلفة ، منها سلالم حديد و سلالم خشب ، و أخري تصنع من البلاستيك أو الألومنيوم و من خامات مختلفة ، و الأكثر اسخداما هو السلم الخرساني ، كل هذه الأنواع تستخدم في الصعود و النزول ، ما عدا سلالم الملاهي كلها للصعود فقط ، و هذا لا يزعجني ؛ فأنا أحب أن أشارك الصغار و الكبار في اللهو و المرح .
و هناك السلالم المعنوية مثل سلم المجد و هو سلم شرفي للفخر و الاعتزاز بالمكانة التى وصل أو سيصل إليها شخص ما ، و هناك السلم الوظيفي ، و هو التدرج الوظيفي التلقائي للموظفين و العمال.
الدراما المصرية لم تغفل أهمية السلم في حياتنا فأنتجت فيلمين ، أحدهما يسمى السلم و الثعبان و الآخر السلم الخلفي ، و أنتم تشاهدون السلم في المسلسلات و الأفلام تكون له أدوار بطولية مثل سلم الطائرة و سلم المطافيءو غيرهم.
انظروا من القادم ،هذا هو عم متولي صديقي الذي يحب الجلوس فوق درجاتي ليستريح من التعب، وداعا يا أصدقاء فأنا أحب عملي و يجب أن أساند عم متولي حتى يصل بسلام إلى شقته.
التعليقات مغلقة.