موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

السمر مع الشهيد بقلم.. عصام الدين محمد أحمد

447

السمر مع الشهيد بقلم.. عصام الدين محمد أحمد

القاهر نافرة؛ لا تدركني ولا أدركها.
أتسمعني يا أمام؟
أترضى بصداقتي؟
لا أظنك تقبل!
لم أجد ونيسا، أتشاركني الشاي؟
اختر المقهى الذي يعجبك، لن أدوشك، سألتزم بالسكون.
احك لي عن يزيد، بل سأترك لك حرية اختيار الموضوع.
الناس يقولون أنني معتوه وفاسق وقليل الأدب،هكذا أُوصف لتعرف حقيقتي ولا تندم علي التبسط.
الحيارى والمساكين يفترشون رصيفك، يبيعون السبح والعطور والطراطير والطبول.
يستأنسون بك، يعتقدون أنك واحد منهم.
وأنا أستودعك أثار جريمتي، فأصحاب المقام الرفيع يطاردونني.
يقولون إن لساني زالف ويجب قطعه.
حركة بطيئة لشاب، المسك يتسلل إلى أنفي، همهمات وخشوع، صوت يردد:
مدد..مدد.
بنبرة منحبسة أهذي:
” أختبئ خلف الساتر الترابي.
رفست السيارة الرمال، تحاصرني كالنحلة، أتسلق الكومة، أفاجأ بالذئب متربصا.
أهبط كالصاروخ، العربة تسخر من حركتي المتشبثة بأهداب الحياة.
أنكفئ في غرفة، لا حيلة ولا يحزنون .”
قل لي بعضا من دلالات التفسير، سيارة وذئب وسد ترابي ومطاردة.
الصمت يطبق، أهينم:
ارحمني يا شيخ وقل شيئا.
رجل في ملابسه الخشنة يدفعني، ألتفت قائلا:
حاسب.
أمارات الجد تكسوه، ينهمك في البحث عن شيء، قال:
ساعدني لإيجاد خاتم ضاع منذ سنوات.
أردد في سريرتي:
ما بال هذا العبيط، أشت الناس؟
وكأنه قرأ ما جال بذهني، فلكزني قائلا:
هذا الخاتم مزدان بفص عقيق.
الكهرباء تمس جسدي، أرتعش، أنتفض، يريم فمي.
آه..آه..ياخلق يا هوووه …
تركبني الأحوال، تربكني الذكريات:
“رميت بجسدي الناحل في بطن القطار.
في العربة أكتاف،وأذرع، وقفف، وأقفاص، وأبدان لا تحذر الاحتكاك.
أحشر الشنطة المصنوعة من شكاير الكيماوي أسفل الكرسي.
يهتز كاهلي بعنف، حائط القطار أوجعني بعصاه.
الريح تلوي شواشي الذرة، الفلاحون العائدون ينكسون رءوسهم.
جلدي متيبس.”
أفتح عينيّ، أجدني في حجر رجل الملابس الخشنة.
تستردني الحياة.
يقطر فمي ببق مياه، الدماء تدور في عروقي.
لطع الصقيع تلتصق بالساق، أرتجف مرددا:
أين أنت يا جدتي؟
آه..أين أناملك وقلبك النقي؟
تهاجمني صورتها:
” تحتويني في صدرها، تمسك بيدها اليسرى ورقة، وباليمني مقصا.
تقص عروساً، وأنا بين ذراعيها مبلولا بخوفي.
تركن المقص أسفل ساقها، تفلت الأبرة من طرحتها، تشكشك العروس بالسن.
تفقأ مئة عين وعين،عيون الجد والجدة والعم والعمة والأب والأم والأخوال والخالات والأخوة.
وكل من سمع اسم النبي ولم يصل عليه.
تقرأ المعوذتين ، تشعل النيران في العروس، تلطخ جبهتي وخدي بالهباب. “
أتصدق يا أمام أن الشيطان لم يغادرني منذ أمد؟
لا تظن بي الشطط، فقد رأيته:
“هيئته قبيحة، مزوقة بمكياج داعر، صحت زاجرا:
“عاوز إيه؟”
مخالبه تقترب مني، أنكمش خلف جروحي.
جريت خلفه في الحواري، أهدده.
يستغيث.
الأرض جافة، أردد بشكل هستيري:
لن تهزمني أيها اللعين.
ينقذه صحوي.”
أخبط رأسي في الأرض، صراخي يتوالى، شاب الجلباب الأبيض القابع في زاوية المقام يقول:
في أحلامنا دواخلنا.
قاطن الجلباب الخشن يستأنف:
ألن يساعدني أحد للبحث عن الخاتم؟
أرش أنفي بنقطتي الكولونيا.
أشكر صاحب الزجاجة.
ربما تكفيني سكرة مناجاتك يا أمام!
والآن قل لي لماذا قتلوك؟
والناس لماذا تخلوا عن نصرتك؟
البيت والناقة وكرم النخيل ثمنهم تسليم رقبتك للسياف.
آسف يا برنس فأنت في ساحة القتال استشهدت.
ربما تكون معلوماتي التاريخية غير دقيقة.
للفول المدمس وظيفة مسح الذاكرة.
ملعقتا فول بالزيت الحار أشد فتكا من زجاجة “مية” النار.
أراك ظمآنا، وجنود يزيد يحاصرونك.
قتلوك، أجريت الخيل عليك؟
أدهكوا جسدك؟
أوضع رأسك بين يدي يزيد في طست؟
أقلب ثنايا الرأس بالقضيب؟
أأعمى الصولجان يزيدَ عن حرمتك؟
ازدحم المقام بالزوار.
الهسيس والحفيف والدعوات يعزفون موسيقي الابتهال.
هاأنت تجد جعبتي فارغة من سهام الشكوي.
سأغادر ، لعلي أعود ثانية!
ولعلك لا تنصت لي كالعادة!
معذرة يا سادة :
ألم يلمح أحدكم حقيبة ملابسي؟
تمت بحمد الله

التعليقات مغلقة.