موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

السنابل لاتموت.. زينب عبد الكريم التميمي

434

السنابل لاتموت..
زينب عبد الكريم التميمي

مع بزوغِ فجرِها المعقود بماضٍ خَصِبٌ بالوجع,  تراءت لي ألوان السماء الممزوجة بين الأحمر والأزرق تنسلُّ الى داخل روحي لتُزيحَ ظلامَ ليلٍ طويل أرقني كثيراً .
  وبين شتات روح وصخبُ طريقٍ خالٍ لكن ; منتزع الهدوء لا زال طيفه يراودني
فلا محاولةَ في انتزاعِهِ من داخلي .
وجههُ الموسومُ بطيبةِ الأرض وخير الحصاد
وصفاءِ سريرة, يجتاح كل معالم تكويني حتي بصيرتي …. لاينتهي مداها الا عنده.
للمرة الالف يحادثني ” الفجر يُوَلِدُ عندي إنطباعاً أن القادمَ أجمل, لا يُحسَمَ السواد الا بعناق الأحمر والأزرق”.
أسرح في أفق الطريق الى مداه وانا أتفكر في تلك الحكمة التي تسكنه
: يااللّه , ماهذا الكائن الذي اعترض طريقي؟
اتوقف برهة لأستعيد أنفاسي التي كثيرا ماخذلتني الأيام الاخيرة  وأنا أعاند قلبي المريض .
الحمدلله ,كادت الفرامل تنفجر تحت قدمي .
تتعالى في رأسي ضحكات أولادنا وهم يدندنون
أغنية  ” إنْ يحرمونا ياحبيبي الغرام ..
ويجعلوا فقري لوصلك حرام” . وهو يضرب بأناملهِ أوتارَ نديمه ,  ذلكَ العودُ الذي كان رفيقُ سمرَنا وجلساتنا ليالي الأنس,
وأجسامنا تهتز بانحنائةٍ وميلانٍ منسجمَين وصفقةٍ تلو الصفقة .
يرمقُني بنظراتهِ المعهودةِ لي كلما غنوها 
وشجرةُ عيد الميلاد تبدو ضاحكةً بوجوهِ بابا نويل وقلوبٌ معلقةٌ بين أغصانها . قد تكون صامتةً لكن كانت  حيةً تنبض بدفءِ قلوبنا المتخمة بالفرح..
هيا عِدّوا …..٠عشر,تسع,ثمان, ……..واحد .
يتقدم نحوي ليحضنني ويشمني كما ابنته
ليغدقني بكلماته كل عام وانت سعادتي .
_ها قد وصلتُ, بانت معالم المدينة…… يبدو أنها نامت على أحزان الأمس ولم تكن كأنها ليلة عيد ميلاد .

  • الصبحُ بدأ يتسلل بأشعته الذهبية ولم يبقَ من الفجرِ الا قلادةً علقَها الصبحُ في جيده تحملُ جمالَ الأمس وأمل الغد,
    وصوت العودِ لا زالَ يعلو في رأسي يُكمِلُ أغنيتهُ “الحبُ أسمى من رمادَ الفلوس, ومن كنوزَ الأرضِ ماسَ الشموس” .
    وسرائرٌ أبت أن تبوح بما فيها كي لاتفسد
    حلاوةَ العام الجديد,  وأمنيات تتمخض تنتظر لحظة ولادة .
    كل شيء بدا مفرغا من صخب العيد , وحده ذلك الكائن يرقص  مرتديا وجه الإنتصار . متربعا في منتصف الطريق يحمل بيديه ثوباً أسوداً كان قد حمَّله إياه بابا نويل ليوصلهُ لي .
    _أرنُّ الجرسَ حاملةٌ هداياهُ لهم كي لا يشعرون فراغ الفقد .
    وأنا أوقن انه يأبى أن يُملى ولو بهدايا العالم كله .أصيص الباب ينعي صاحبه ,فينوح
    ويلج الصوت في حلقي .
    :كل عام وأنتم سنابل أشتم فيها ريحه  الأصيل .

التعليقات مغلقة.