السيد افندي
بقلم محمد المراكبي
ناولَها كوبَ الشاي الفارغْ ، و لبس حذاءَه.
و قفَتْ على بابِ الشقة ، تقرأ ورد الاذكار ؛
تقرؤه في صمت ، كمن ترقيه ، أو كمن تقرأ له.
كانت لا تدخل حتى تسمع صوتَ السيارة،
فتجري للشُرفة كي تبصره ،فتتعثرُ في
سجادة.
بعد دقائق تحاصره في الهاتف ، كان يجيب
عليها بجفاء
وكانت لا تيأس ،كانت لا تغضبُ أبدا منه
هى تعلم كل خلاله ، تعلم عنه لسانا معقوداً
و تعلم عنه القلب الأبيض.
كان يقول :
الحب سلوك و فعال ،
و كأن البَوح حرام ،و كأن الانثى محض متاع
حسنٌ…
فلقد عاد الى البيت
و في يده كيسُ الطلبات ،
قد أرهقه درَجُ السُلَم ،
كانت خلف الباب ،
تنظر ُفي العين السحرية،
تحذر أن يرهقه جرسٌ او مفتاحْ.
كانت تأخذ منه الكيسْ ،وتسيرُ بجنبِه ،
لكنْ متأخرةً بعض الشيءْ،
تحذر ان تنطق قبلَه ،
تُدْني منه المقعدْ ،وتجلس بين يديه ،
تسبح في عينيه
حيث (الموج) ؛
فيبسُم ثغرُه ،
بسمةَ طفلٍ غجري ،
كانت تعشق تلك البسمة
كانت تشعر معها بالراحة ،
فتقبل كفيه ؛
فيعطيها إحدى قدميه ،
لتنزع عنه الجورب ،
التعليقات مغلقة.