السِّجالُ الأسبوعي الذي يُعدُّهُ الشاعر خالد سعد فيصل ومعارضة لشاعر النيل حافظ ابراهيم على نغم الطويل
السِّجالُ الأسبوعي الذي يُعدُّهُ الشاعر خالد سعد فيصل ومعارضة لشاعر النيل حافظ ابراهيم على نغم الطويل
بمناسبةِ قُربِ الاحتفالِ باليومِ العالمي للغةِ العربيةِ
يقول شاعرُ النيل حَافِظ بِك إبرَاهِيم – رحمه اللهُ – عَلَى نَغَمِ البَحرِ الطَّوِيلِ :
رَجَعتُ لنفسي فاتَّهمتُ حَصَاتي
وناديتُ قومِي فاحتسبتُ حياتي
رَمَوني بِعُقمٍ في الشّبابٍ وَلَيتَني
عَقِمت فَلمْ أجزع لقولِ عِدَاتِي
وَلًدتُّ وَلمَّا لم أجد لعرائسي
رٍجَالًا وَأَكْفَاءً وَأَدتُ بَنَاتِي
هيَّا أيها الشُّعراءُ لمعارضةِ شاعرِ النيلِ في رائعتِهِ تلك ، فيما لا يقلُ عن سبعةِ أبياتٍ ، بنفسِ النَّغم وذَاتِ القافيَةِ والموضوع ( اللغةُ العَرَبيةُ )
الشاعرة شيماء يوسف:
وكانت حُروفي مهربي وأداتي
وحبرُ الأسى يغزو مَعينَ دَواتي
لقد كنتَ بحري هادراً لسفائني
شراعٌ تهاوى بل وموجٌك عاتِ
بدا لي سَنا للنورِ سِرتُ ملبياً
حسبتُ به غوثاً وطوقَ نَجاتي
ولما دنوتُ اليأسُ جالَ بخاطِري
سرابٌ ووهمٌ بانَ في الفلواتِ
حسبت دواءً للسقامِ مداوياً
لقد كان جرحاً غائراً وبذاتي
فهل يا ترى غيمُ السماءِ سينتهي
وألقى السبيلَ المشتهى لحياتي
الشاعر محمد ناجي :
أرىٰ(الخالدِينَ) ارناعَ كالثاكِلاتِ
يَنُوحُ علىٰ ماضٍ بِمُرِّ الشِّكاةِ
قدِ استُبدِلَ الأدنىٰ بمَن هو خيرُنا
فكَمْ ذا بمصرَ اليومَ من مُضحِكاتِ
فإنْ تَبْكِ منا الضادُ حَقَّ لها البُكا
أبَيْنَ بَنِيها تشتكي مِن شَتاتِ؟!
هُويَّتُنا بالدِّينِ والضادِ فاعلَموا
وكَمْ لِدُعاةِ الهَدمِ مِن أدواتِ
وإنْ أفسَدَ الآدابَ هَرفُ حداثةٍ
فنحنُ بمِرصادٍ لِيومِ المَماتِ
وإنْ يَهدِموا إرثًا تَطاوَلَ صَرحُهُ
فنحنُ لذاكَ الإرثِ خيرُ بُناةِ
سَطَوْتُمْ علىٰ كلِّ المِنَصَّاتِ شَرُّكُمْ
علىٰ الضادِ أمضَىٰ مِن شُرورِ العِدَاةِ
الشاعر إبراهيم شافعي :
سلام إليها
سَلامٌ إليْها مَا حَيِيتُ فتاتي
لهَا كلُّ تَقْديِري لهَا قُبُلاتي
.
لهَا حَاضِري أَحْياهُ في شغفٍ بهِ
فَأَنْتِ يَقِينٌ قِبْلتي وَصَلاتِي
.
لنَا اللهُ في هَذَا الزَّمَانِ فَإنَّه
مِنَ البينِ أَنْساني الزَمَانُ حَياتي
.
فإني حبيبٌ قد جَفتْني مَدامِعي
وإنِّي بمنْأى عَن حبيبي وذاتي
.
قريبٌ وإنِّي لا أراهُ مُفَارقي
بعيدٌ عنِ العينينِ بُعدُ فلاةِ
.
فلا الروحُ تنساكم ولستُ بواصلٍ
وأخشى على نفسي فراقَ مماتي
.
وأبكي بكاءَ الطفلِ حينَ فِطَامِهِ
فلا الخبزُ ينسيهِ مَذَاقَ سُباتِ
.
ولستُ رفيقَ الحبِّ أبغي مَناصِبا
ولم يَشْكُ هذا البينِ بَعْضَ دُعاةِ
.
فياربُّ هبْ خِلِّي جميعَ مرادِهُ
وهبني بهذا الحبِّ فيهِ نجاتي
الشاعر يوسف الحملة :
لسان عالِم
من بحر الطويل
سَعَـيْـتُ بِـفِـكْرِي فَاحْتَسَبْتُ حَيَاتِي
وَعُـدْتُ لِـقَـومِـي فَـاكْتَشَفْتُ مَمَاتِي
وَرُمْتُ وُعُـوداً كُـنْـتُ أَعْدَدْتَهَا لَـهُـمْ
وَظَنِّي بِــهِـمْ إِذْ يَـعْـرِفُــونَ صِفَاتِي
وَقُـلْـتُ لَـهُـمْ بِالعِلْمِ نَعْلُو فَـنَـرْتَـقِـي
فَـقَـامُـوا بِـعُــنْــفٍ يَـغْـلِـقُـونَ قَنَاتِي
أَلَا يَــتَّــقُــونَ اللَّه فِي قَــتْـلِ عَـالِـمٍ
أَلَا يُـبْـصِـرُونَ الـعِـلْـمَ مِـثْـلَ عُـدَاتِي
لَـكَ اللَّهُ يَـا شَعْـبَ الـكِـنَـانَـةِ بَـاقِـيَا
فَقَدْ أَعْـلَـنُـوا الْـحُـكَّـامَ يَـومَ وَفَـاتِي
أَقَـامُــوا دِيَــارًا بِـالـخَــرَابِ وَكُـلُّـنَـا
حَــيَـارَى عَلَى المَسْؤُولِ حَتَّى بُـنَـاةِ
مَـتَى يَقْصِدُونَ الـعِـلْـمَ يَعْلُو بِشَأْنِنَا
وَيَـأْتُــوا لِـدَعْـمِـي ثُــمَّ مُـخْـتَـرَعَاتِ
الشاعر عبدالعظيم الأحول :
احتِـضَـاراتُ الرَّبِيـع
ولدتُ قَـلُـوقًـا فِـي سَعِيـرِ سُبَـاتي
وناديتِ عُمري ، فاشتَرَيتُ حياتي
فَـذُقْــتُ ائتلاقًا للحَـيـاةِ ، وجَـنَّــةً
رجعتُ لأيّــام الجَـمـــالِ بذاتِـــــي
وجدتُ شَبـابِــي يستَـعِيــدُ وجودَهُ
وأزكَتْ صَباباتِــي جُنُـــونَ دَواتِــي
نَـزَفتُ مَوَاجِيدي ، فأدرَكتُ روعتي
وفاضَتْ بأشعـاري خِـلالُ سِمَـاتِــي
سموتُ على الكونِ الوَسيعِ رَهافَـةً
وفـاقتْ ثُـرَيّاتِ الضّياءِ نَــوَاتِـــــي
ومَـارَ المُحِـبُّونَ ابتهـاجًا بِقِصَّـتِــي
وغاروا مِنَ العشقِ البَديعِ الصِّفـاتِ
نَـأيتِ ، فألجَمْـتِ الحياةَ هُـمُـومَهَـا
وجِئـتُ لأهْـوالٍ ، وَ رُزْءٍ عَـوَاتِــــي
فَمَا ضُرُّ لَوْ طَمْأنتِ بالصوتِ لَهفَتي
شَفَيتِ عَذاباتِــي ، هَزَمتِ مَــوَاتِي
فيا عِـطرَ هالاتِ الرَّبيـعِ اجتَبينِــي
وجودي بتِـريــاقٍ يَكُـونُ نَجَــاتِــي
الشاعر هشام الصفطي :
أَفيضِي على رَبِّ الهوى بِهِباتِ
وَ صُبِّي رَحيقَ الخُلْدِ في الكَلِماتِ
سَأَفْنى وَيبقى ما وَهَبْتِ مَحَبَّةً
فَغُوصِي لِأَعْماقِ الفُؤَادِ وَ ذَاتي
وَ بوحي بمكنونِ الضَّميرِ وَهَمْسِهِ
خُطوطاً مِنَ الأنفاسِ وَ النَّبَضَاتِ
قطعتُ بحد الحرف حلقة إبهَري
وَ أهْرَقْتُ في القرطاسِ بَعْضَ فُتاتي
سَأَغْرُبُ سِرَّاً في الزَّمانِ وَ مَشْرِقي
حُروفٌ سَرَقْنَ المَوتَ بَعْضَ حَيَاتي
سَرَقْنَ ابْتِساماتي وَ حُزْني وَ دَمْعَتي
وَ شَكِّي وَ إِيمانِي وَ صَرْخَ صَلاتي
وَ وَجْهِي فَما أَخْفينَ منه ملامِحاً
وَ سَمْتي و أورَثْنَ الخُلودَ سِماتي
الشاعر محمد فاروق :
وأعـليت مـن شأن الحياة وكيف لا
وبـي أنـزل الـقرآن كـنز عـظات
ونـاديت قـومي كي يعيشوا تدبرا
لـمـعجزة ضـمـت رحـيـق بـناتي
وحـافظ صـنو الـنيل قـال تكرما
أنـا الـبحر مـملوءا مـن الصدفات
ولـكنهم هـانوا فـضاعت مـهابتي
وأصـغوا لـغرب يـستحل مـماتي
وفـرنـجت الأذواق حـتى ظـننتني
إلـى الـقبر قـد أدنـيت دون أنـاة
ولو علموا قدري لتاهوا على الدنا
ولا يـعـرف الأقـدار غـير ثـقات
فأهلي هم القراء أهلي ذوو النهى
وأحيا مع الأشعار …… سر حياتي
الشاعر عبدالرحيم مجلي المترجم :
على ربوةٍ من مفردات حياتي
غفوتُ قليلاً ثم عدت لذاتي
وجدت طعامي لم يشأ أن يمسّهُ
من الأرض ما يكفيهِ بعض فتاتِ
وهذا حماري لم ينل بعد رحلتي
من النوم حظاً طيلة الطرقاتِ
ولكن لعلي قد غفوت لساعةٍ
بها الشمس ما زالت بها من حياةِ
فإن اقتطاع الليل ليس يزيدنا
سوى تعبٍ يلهو بظهر الغداةِ
تحسستُ من تلك الخطى ما تركتهُ
وكنت بهِ في الأمسِ خير الهداةِ
رأيت دياراً لست أدري متى علت
وكان بها قومي ! فلم أرَ آتِ
سألت من المارين أين مضاربي
تعجّبَ مما قلت من كلماتِ
فقال كلاماً قد فهمت قليلهُ
يرققهُ يحشو بهِ من لغاتِ
أضاع بهِ نحواً وصرفاً ومنطقاً
من الفهم مغشياً على اللهجاتِ
فألقى سلاماً قد تقطّع نصفهُ
وهرول في دربٍ من الظلماتِ
هنالك قد أدركت أني بعالمٍ
بعيدٍ ! وما نومي سوى بالمئاتِ
الشاعرة سميحة أبو حسين:
( رَحِيقُ دَوَاتي)
إذا فــــاحَ مسكٌ بالفُـؤادِ مُعَـطـَّــرٌ
رجعتُ لنفسي واحتضنتُ نَجـاتي
وتَبقَى فُنُـونُ الضادِ تلكَ المَنــاجِمُ
فهل يا تُرى أحظى بفيضِ هباتِ ؟
لهـا دائِما بينَ اللُّـغَــــاتِ مكــــــانةً
تُـنِـيـرُ القوافي من رحيقِ دواتــي
فطوبى لِمَنْ للضادِ أهدى شُعُـــورَه
بِـرَيّايَ أُمضي في الحروفِ حياتي
وفي ساحةِ الأشعارِ أحيــا كريمةً
أصوغُ الرُّؤَى وَردًا ، يَغيبُ مماتي
ومن يعشقِ الأمجادَ فالضــادُ دربُهُ
سلامٌ لها ؛ مَعشُــــوقَتِي ، قُبُلاتِــي
لها حاضري ، أمسي ، وكلُّ مَغانِمي
بنيتُ لها جسرا بعذب الصفــــــاتِ
الشاعر الدكتور حسن سلطان :
لغتي
رَجَعْتُ لِنَفسي فاتَّهمْتُ سُكاتي
وصمْتي على الهنَّاتِ والهَفَواتِ
فَلَسْتُ مِنَ الدَّاعينَ رَغمَ بلاغَتي
إلى لُغَةٍ كالبَدرِ في الظُّلُماتِ
نَدِمْتُ على هذا السُّكوتِ بحرْقَةٍ
تَكَلَّمَ شِعْرِي و البيانُ أداتي
وعاتَبَنِي لمَّا سَكَتُّ عَنِ اللُهى
وأيْقَظَني مِنْ غَفْلَةٍ وسُبَاتِ
فقرَّرْتُ هجوًا للمسِىءِ بحرْفِها
فلا يَنْبغي لهوًا بأمِّ لُغاتِ
حماها إلهُ الكونِ في صفحَاتهِ
و فيها المُنَى بالعفوِ و الرحماتِ
أرى الشُعراءَ اليومَ في كَنَفِ الضِّيا
وقَدْ عَمَّتِ الأنوارُ بالسَّكَناتِ
خُذُوا الشِّعْرَ طبًّا للسَقِيمِ لدائهِ
خذوهُ احْتواءً مِنْ شذا فَلَزاتِ
سَنَندمُ إنْ لَمْ نحتوي شُعراءَنا
فَهُمْ يَغْزِلونَ الشِعرَ بالكَلِماتِ
الشاعر الدكتور حسين كريبة :
إلى رفيقِ العلمِ تُهْدَى التّحيّةُ
أفاقَ عقولًا منْ عميقِ السُّباتِ
فهذا لسانٌ مِنْ حُرُوفٍ نواعمٍ
أداةٌ بها تجني كثيرَ العظاتِ
حروف يَفُوحُ المسكُ من وجناتِها
ليبقى شذا الأزهارِ في نسماتي
سراجٌ منيرٌ مِنْ نسيجٍ تَلَأْلَأَ
يُضِيءُ حياةَ الناسِ بالكلماتِ
وضادٌ لهُ أُهْدِي عميقَ المحبَّةِ
بقلبٍ شغوفٍ منتشي بالحياةِ
وكانتْ لكلِّ الْعُرْبِ أبهى وسيلةٍ
تحاكي شؤونَ النَّفسِ تروي صفاتي
بها صاغَ ربُّ الخلقِ أبهى هديّةٍ
كتابًا حوى ذكرًا سما في سِماتِ
وعرشٌ عليهِ الضّادُ أبدتْ تربّعًا
سجودًا لها خرّتْ جميعُ اللغاتِ
الشاعر جمال أبو أسامة :
وإنّي إذا قُلتـــــمْ جلالًا وعِـــــزَّةً
ومجدًا بلا ريبٍ تكونُ صفاتــــي
لأني على عهدي أقاومُ هِجــــرةً
لأبقَى وقد جارت عليَّ عداتــــي
وهذا لأني ما نسيتُ مفاخــــري
وإني بما أحظَى أصـــونُ حياتي
كفاني ولا فخرُ اصْطفائي لِشرعةٍ
من اللهِ كي أعلو جميـعَ لِداتـــي
أليسَ ومن فخري تَنزَّلُ نــــــورِهِ
بحرفي على أرضٍ بغيـــــرِ هُداةِ
على خيرِ مبعوثٍ بخيــرِ رســالةٍ
تجلَّتْ على الغرقَى بطوقِ نجـاةِ
سأبقى وإن كادوا لِسلبِ وجاهتي
فمثلي ومَن صانوا فَناءُ بُغاةِ
الشاعر محمد عطية :
أجل أنت أبهى قصةٌ للرواة
وأنت التى منها رويَتُ حَصَاتي
فمن ذا يلومُ القلبَ إنْ مال لصبوةٍ
فتقتات منك الروح في الأزمات
ومن لي سوى حرفٍ أروضه إذا
هفا الشوق يضنيني ويأسر ذاتي
هي البحر كم تنأى به سفني وكم
تميد بِيَ الأمواج ممتنعات
جَبُلتُ عليها وارتضعت بيانَها
فهيهاتَ تسلو سحرها خطراتي ؟!
التعليقات مغلقة.