الشرفه قصة قصيرة تأليف محمد كسبه
نظرت من الشرفه التي تطل علي الشارع الواسع اعجبها شعاع الشمس الذي يظهر من خلف المباني العاليه ليضيء وجوه الماره لمعت عيناها و فرحت حينما رأت الصغير يلهو ببالونته الزرقاء و يجري و يغني و تغيرت ملامحها سريعا الي الحزن حين رأت والدة الطفل تصفعه علي وجهه و تشد يده بقوه و تصيح فيه بألا يترك يدها ثانية .
نظرت الي السماء الملبدة بالغيوم و تذكرت طفولتها الجميلة حين كانت تلهو و تغني تحت المطر و هي شاردة الذهن سمعت رفرفه جناحي الحمامه البيضاء وهي تهبط علي غصن الشجرة القريب من النافذة ابتسمت و تمنت ان تكون مثلها تستطيع الطيران بدأت الرياح تهب و بدأ البرد يتسرب الي جسمها الذي انهكه الزمن و شعرت بالبرد و أرتعشت يديها لكن قلبها الدافيء بالحب و عينيها المليئتان بالحنان هما مصدر القوة التي تحيا بها علي امل ان تلتقي بإبنها الوحيد الذي تركها وحيدة بعد وفاه والده و هاجر لامريكا
رعشة و برد الشتاء لم يكن اشد قسوة من الوحدة ، اغلقت زجاج النافذة لتشاهد قطرات المطر تتساقط علي الشباك و هي تستلقي علي سريرها القديم نامت لتستريح الي الابد
التعليقات مغلقة.