الشعر بين التجربة والتوظيف الإعداد: الصحفي/ عبد العزيز الهاشمي
أقام الشاعر/ محمد علي، أمسية شعرية جديدة، انتقى لها عنواناً رائعاً استحقت الإشادة وهو (الشعر بين التجربة والتوظيف)، وكانت من إعداده وتقديمه.
توجَّهَتِ الدعواتُ عامةً لجميع الجمهور المحب للشعر والشعراء.
تشرف بالصعود على المنصة ضيفان كريمان، هما:
الناقد الكبير والمؤرخ الأدبي/ بهاء الدين الصالحي.
عبد العزيز الهاشمي.
نتمنى أن يكونا قد أفادا الحضور ببعض الآراء النقدية لبعض ما قُدِّم أثناء الندوة.
بدئت الندوة بكلمة للشاعر/ محمد علي رحب فيها بالحضور، وتحدث عن التجارب الشعرية وما ينبغي على الشعراء أن يكونوا عليه في ممارساتهم الشعرية، ومدى توظيف الشعر لخدمة القضايا العامة والهامة.
تناوب الحضور لإلقاء مشاركاتهم، بعضهم مرةً واحدة، وبعضهم أكثر من مرة؛ كون الأخيرين ضيوف شرف.
وصعد منصة الإلقاء الشاعر/ محمد العزب، متسائلاً قبل إلقاء فقرته عن الشعر غير المبني حسب البناء البنيوي للقصيدة، هل تعد القصيدة قصيدة؟ بمعنى: متى نسمي الشعر شعراً؟ وكان السؤال موجهاً للناقد/ بهاء الدين الصالحي.
فبادر عبد العزيز الهاشمي بالإجابة قائلاً: لقد أجبتك عن هذا السؤال مسبقاً، فقال العزب: أريد الإجابة من أكثر من مصدر.
فأجاب الصالحي باختصار بأن الشعر هو ما كان منطلقاً بمشاعرَ وتصاويرَ وأخيلةٍ تثير الدهشة، وهذا ينبغي أن يكون على أساسٍ من البناء الشعري المتفق عليه عَروضياً، ولكن هذا لا يمنع أن يسمى الشعر شعراً عامياً إذا كان حسب السليقة.
وبعد أن ألقى بعض الشعراء قصائدهم، تناول المايك عبد العزيز الهاشمي مثمناً ما يقوم به الشاعر/ محمد علي من إقامة الفعاليات المتميزة، وأنه محظوظ بحضور قامات شعرية ومحبوبة تأبى أن تحضر إلا له وللنادر من غيره فقط، وهذا تكريم له ولهم معاً، متابعاً ما سمعه وتلقاه من بعض الشعراء، محلِّلاً في البدء إلقاء الشاعرة/ فيروز النجار حينما رآها تقرأ قصائدها من أوراق أمامها، فوجدها على غير عادتها في الحماس، قائلاً بأن الإلقاء غيباً يُعَدُّ أوصلَ للمعنى من الانشغال بالورقة؛ لأن الشاعر حينها يكون في انشغال مع المتلقي بالتعبير له عن مكنونات نفسه، وليس مع الكلمات المكتوبة، مشيداً بأداء الشاعرة/ فيروز وبكلماتها الصادقة.
ثم تطرق إلى شعر الشاعر/ محمد عمر قائلاً بأن أمير الشعراء/ أحمد شوقي كان معروفاً عنه بأنه لا يجيد الإلقاء، لذلك كان يلقي شعرَه غيرُه، فالشاعر قد يتميز في الإلقاء وشعرُه غيرُ جيد، فيتفاعل الجمهور مع الإلقاء رغم بساطة الكلمات، وقد يتميز الشاعر في الكلمات ويكون إلقاؤه رديئاً، فتضيعُ الكلماتُ الجميلةُ في زحمة رداءة الإلقاء؛ ولكن الشاعر/ محمد عمر قد جميع بين الحُسْنَيَين: الإلقاء والكلمات.
وتناول كلمات الشاعرة/ أم أحمد، التي ألقت قصيدةً غزلية رغم ارتدائها النقاب، حينما ألقتها بصيغة المذكر، وجَعَلَتِ الكاتبَ للقصيدة وكأن القصيدة مكتوبةٌ من زوجها فيها هي، وبكلماتٍ كلُّها احتشامٌ وجمال، فقال: قد لا يُلاحظ هذه الخاصية الجمهورُ ولا بعضُ النقاد، فالشاعرة عَبَّرَت عن مشاعرها تجاه زوجها بمشاعر زوجها تجاهها، وهذا نادر عند الشواعر المحافظات على عادات محددة، حفاظاً على ما تعودت عليه من العادات التي تجعلها متلفعة بتقاليد معينه.
ثم صعد المنصة: المستشار/ محمد فوزي قائلاً أنه ليس بشاعر؛ ولكنه يتذوقه ويحب الشعر وأهله، وكان يحبذ أن يسمع كلمات غزل جميلة، خروجاً من الحالة التي وضعنا فيها بعض الشعراء عن وضعنا العربي والهَمِّ الآني.
وبعد ذلك صعد الشاعر والفنان المصري القدير/ محمد صلاح، فروى لنا في البداية حواراً دار بينه وبين أحد النقاد المنتقدين بأن الكلمات التي تقال بغير الأوزان الخليلية ليست بشعر وأن قائلَها ليس بشاعر، قائلاً: وأنا أقول له: لا. أنا شاعر. ثم ألقى علينا الشاعر/ صلاح من أروع كلماته الغزلية ذات الشجن من ديوانه الجديد (ذات الرداء الأسود) المعروض حالياً في معرض القاهرة الدولي للكتاب الثالث والخمسين لعام 2022م.
وفي الأثناء طلبت الأستاذة/ سحر محمد من الشاعر/ محمد علي الصعود إلى منصة الإلقاء لإلقاء قصائد من كلماته، فقام مشكوراً وألقى كلمات نالت الاستحسان.
حضر الأمسية على سبيل الذكر لا الحصر (حسب الترتيب الأبْتَثِي):
الأستاذ/ أحمد الهاشمي.
الشاعر/ أحمد رفاعي.
الشاعرة/ أم أحمد.
الناقد/ بهاء الدين الصالحي.
القاصة/ حنان إسماعيل.
الشاعر/ خالد الترامسي.
الأستاذة/ سحر محمد.
عبد العزيز الهاشمي.
الأستاذ/ علي نوح.
الشاعرة/ فيروز النجار.
الشاعر/ محمد العزب.
الشاعر/ محمد الفرماوي.
الشاعر والفنان القدير/ محمد صلاح.
الشاعر/ محمد عمر.
المستشار القاضي/ محمود فوزي.
وفي منتهى الندوة اجتمع الجميع لالتقاط الصور التذكارية جماعات ووحداناً.
وبالله التوفيق والتفوُّق.
التعليقات مغلقة.