قصة قصيرة” الشكولاته “
عبدالصاحب ابراهیم اميري
،،،،،،،،،،،
في حي من أحياء بغداد القديمة، والشواكة على وجه الدقة، انقلكم لصور لكم حدثا عشت فصوله
كان شهر تموز الحارق من عام 1952 ,, انشغلت أم اربعينية بغسل ثياب اسرتها المكونة من ستت أشخاص، صالح الطفل المدلل دو الخامسة من عمره اخرهم،
ازدحمت الثياب وكثرت وباتت كهضبة شاقة، ما أن تلقى نظرة إلى الثياب يتسلل التعب إلى جسدها النحيف والمريض ، تشعر بصداع غريب،
فلا مفر من غسل الثياب وعرضها لا شعة الشمس ليمتص مائها المتبقي و تنشف، والا العواقب وخيمة، فاعضاء الاسرة كانوا لا يملكون اكثر من ثوبين وقد حان وقت غلسها،
جهزت عدة غسل الثياب من اول الصباح ، كرسي خشبي قصير(التختة)، قدر الماء ، بالإضافة إلى قدر ماء التطهيرو الموقد، وطشت الغسيل،، صنبور الماء، إضافة إلى تراب الحنطة والصابون الأبيض، الذي كان وقتها المادة السحرية لتنظيف الثياب، إضافة إلى مقاومة العامل على غسلها،. إذ يستعمل يدية وأطرافه للتنظيف والتطهير،
انشغلت الأم بغسل الثياب وانتخاب الثياب البيضاء، تراقب من بعيد ولدها صالح الذي قرر اللعب في الطابق الثاني لاغراض هو يعرفها،
غرف الأسرة، في الطابق العلوي،. غرفة ابوية، وغرفة أخوية. ومخزن الأسرة و الحاجيات الإضافية،
سأل لعاب صالح بعد أن تذكر طعم الشكولاته التى أتى بها ابيه من السوق
الأب – ها بابا عجبتك
أشار براسه اي نعم
-اريد وحدة لخ
تدخلت الأم مسرعة وقطعت المذكرات والتفاوض
الأم – “ابني حلاته زايد أخاف على سنونك خليهه الصبح ،
بلغ صالح ريقه وتقدم نحو الساتر. نظر إلى أمه التي أنهكتها الثياب وقال
-يوم مشتهي حلوى
-خلي اخلص ، جي وانطيك
-هسه أريد
-انتظر ابني،. فد اشويه
-هسه اريد
نادته الأم
-“انزل يمي،. اني وحدي بالبيت، ضايجه
-” اريد العب فوق
ذهب صالح للمخزن. يتجول ويبحث بعين بصيرة عن الشكلاته
استقر به المقام عند خزان الصحون البلورية.
وتذكر أن امه اعتادت ان تحتفظ بمثل هذه الأشياء بخزان الصحون، فالبراد في وقتها َكان لا يسع الا الماء و قطعة من الجليد، يحفظ برودة البراد وقليل من الخضار والفواكه
قرر صالح ان يغزو الخزان،، فتح بابي الخزان، وابتعد للخلف ، ليحدد موقع الشكلاته
نادته امه عاليا
-هاي وين صرت ابني
تلعثم صالح قليلا، ركض للساتر، رمى نظرة على امه
-اني هنا، كنت العب بالغرفة
ألقت الام النظر صوب إبنها، ابتسمت في وجهه،
-“عفيه عليك العب فد اشويه اجي
انشغلت بالغسيل، وعاد صالح يبحث عن الحلوى،
قرر التسلق للمخزن، اجتاز الطابق. الأول من الدولاب دون حاصل فكان لابد من الوصول الطابق الثاني وحتى الثالث ليحقق النتائج
وضعت الأم الثياب البيضاء للتطهير، في الوعاء المخصص لهذا الأمر، فتحت صنوبر الماء بالوعاء، رمت الملابس المغسولة بالماء، لحقه صوت انفجار، وتهشم صحون، هز أركان المنزل، صرخت بأعلى صوتها
-يمه ابني صالح
دوى اسم صالح في ساحة المنزل ، وبدأ يلف و يدور في البناء ولا جواب،
ثيابها تقطر عرقا مخلوطا بالماء، ولون وجهها يتغير من لون لآخر،
تصرخ، صرخات متقطعة لا تعي ما تقول. الا ان اسم صالح، لا ينقطع من بين شفتيها،
-صالح، صالح، صالح
تسلقت درجات سلم المنزل، بصورة لا يصورها إنسان
سكون رهيب يخيم على البناء، حتى العصافير التي كانت تجتمع في ممرات الطابق الثاني فرت أثر الانفجار، تاركة حبات الأرض
دخلت غرفة المخزن مذهولة، مسرعة، لم تر شيئا عدى خزان الصحون تلاشى على أرض الغرفة،
حبات الشكولاته انتشرت على طول الغرفة وعرضها
الصحون باتت قطعا صغيرة، سحقتها بقدميها الحافتين
قطرت الدم انتشرت في المكان، بدأت تلف وتدور كثور جريح لا تستقر بمكان، تصرخ وتضرب خديها، وتسأل الجدران والخزان عن ولدها
- إين ولدي صالح
. إين صالح
حركت الصحون تبحث تحتها عن إبنها
حاولت من فتحة الفجوات ،التأكد من سلامة إبنها
، حركت الخزان، رفعت الخزان عاليا مستعملة كل ما لديها من قوة ونادت الباري ليكون لها عونا
-يا الله
انقطعت أنفاسها، رفعت الخزان
خابت عينيها،
لم تجد لقرة عينيها أثر،
دارت الأرض بعينيها
، فقدت توازنها
، سقط الخزان على ساقها تهشم ما فيه من صحون سالمة،
ارتفعت نداات الألم، قفزت عاليا تصرخ ،
تبكي
تنادي
لا من مجيب
عيون صغيرة دامعة، تراقب الموقف من خلف باب مفتوح اتخذته ستارا وتندب حظها،
أنين الصبي بدا يتضح، عاد الأمل للأم، فدارت عينيها تبحث بقوى جديدة، من الله بها وجرح ساقها،
شاهدت صالح
علا صوت بكاءه وتنفس
لجأت الي ابنها، حضنته بكامل حضنها، تبكي
تصرخ
أشكر الباري
تقبل ابنها وتشمه،
الصغير يردد،
-كسرت الصحون
النهاية
عبد الصاحب إبراهيم أميري
التعليقات مغلقة.