الشموع لا تنطفئ أبدا بقلم .. د. آمال صالح
سوف لن أكتب اليوم بمداد دموعي… لن أعلن الحرب على نفسي… انكسارها لم يكن يوما فشلا، حتى القصائد الحزينة التي كتبتها لم أعلمها البقاء… إنما كتبتها لأستند عليها.
هل تعرفون كم تصبح الدموع غالية حين نترجمها لنوتات من نور الحرف…؟
تصبح طريقا جديدا وبابا نفتحه حتى تزهر كل الآهات زهورا برية لا حد لأرضها فيخضر كل ما حولها…
نحن لا نقتات من الحزن… عفوا….توقفوا عن التأويل لحظة…
نحن نكتب حتى تزهر المدائن بحلة جديدة… تنزع عنها الأمطار وسحب من رماد قاتم يحتل الأفكار حتى تعجز عن الرؤية…
الحزن هو أول خطوة للفرح… يأتي ليعلمنا كيف تولد المشاعر من جديد حين تجتثها الأيادي الخشنة التي لم تعرف كيف تفرق بين الزمن المفبرك وألوان العيد… لم تر يوما العصافير تغادر أعشاشها… لتعيده من جديد بتغريد وأهازيج….
نحن نكتب لأننا نريد أن ننطلق إلى رحابة الفضاء…أحرارا من الأسر الطويل…من علامات ورسوم لم نفهمها لأننا لم نكن نتوقع إلا ما هو جميل…
لا تنطفئ شموع الأحلام أبدا… هي منارات على الدوام تشرق من عمق الجراح…. من عمق الرداءة يأتي الجمال…نطرزه بأيدي متعبة… ولكن تبقى الأرواح تخفق لما بين السطور…السر الكامن فينا وفي عزف لم نتردد لحظة في ابتداعه من الفراغات التي لم تكن بفعل الصدفة… ولكنها ستمسح بجرة قلم تلك السحب الرمادية…
انتظروها في لب الغياب تلك الشموع… تلك الشموع لن تنطفئ أبدا….
التعليقات مغلقة.