الشهيد ..بقلم محمود حمدون
” الشهيد “
محمود حمدون
عقدنا العزم على الاجتماع مساء الأمس , بنفس المكان النائي, فُتحت الجلسة في موعدها المحدد , نظرت عن يميني فوجدت صديقًا ينظر إليّ فاغر الفم تدور عيناه من القلق , فسوانا لم يكن ثمة أحد آخر , أشاح بيديه لابعاد خاطر سيئ لاح أمام عينيه وقال : لعلّ عذرًا قويًا وراء تأخرّهم , وتمتم بصوت مسموع لنفسه : حتما سيأتون . فنحن جميعا بمركب واحد …
ثم نظر للأفق البعيد , حيث يقف بائع ” موز ” بجوار عربته الخشبية , وبالجهة المقابلة سائق ” تاكسي ” يفتّش ببطن سيارته كمن يبحث عن شيء فقده . بينما عصفور يربض على فرع شجرة مجاورة يعبث بمنقاره بجناحه الأيمن .
انتظرنا ساعة أو تزيد , إذا بشاب صغير لم تلوّثه الأيام بغباوتها أقبل علينا مبتسمًا , نظر لكلينا ثم حوله , ثم جلس صامتًا بعد أن ألقي ضحكته خلف ظهره, قال الصديق متنهدا : شهيد من ينادي بالحق هذه الأيام.
التعليقات مغلقة.