موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الصادق الكذوب بقلم صُبحي زُردُق

112


الصادق الكذوب بقلم صُبحي زُردُق


……………………………..
السيد (س) هو ربُ أسرة ، غير مُعين بوظيفة ، من أرباب الرزق اليومي ، وبينما كان يمر بأزمة مالية خانقة ،إذ جاء طارق بباب منزله يَدعي أنه شقيق زميله ( ص) الذي كان يدرس معه فى الجامعة عام كذا ، مُخرجاً له بطاقة الهوية الشخصية خاصته، فوراً اطَّلَع عليها السيد (س) خوفاً من أن يكون محتالاً أو كذاباً ، و بالفعل كان الزائر يشبه زميله (ص) في كل شىءٍ ، اسماً و شكلاً بل وصوتاً أيضاً ، بما لا يحمل أدنى شك فى كونه شقيقه … و هو بالفعل كان شقيقه الأكبر … اطمئنَ السيد ( س) تمام الإطمئنان .. وأدخله منزله و احضر الطعام و الشاي كواجب ضيافة …
هيا افصح أيها الزائر الصادق عن نواياك .. فالرجل يمر بضائقة مالية مُحدِقة .. عَلَّك تحمل معك شيئاً من الفرج ..

تكلم الزائرُ أخيراً قائلاً : إن شقيقي (ص) الذي كان يدرس معك بالجامعة الآن بدولة السعودية مُعين في وظيفة مرموقة و الشركة في حاجة حالياً إلى موظف أمين ، و قد قام على الفور بترشيحك لتلك الوظيفة نظراً لأمانتك التى يعرفها جيداً منذ أن كنتم معاً فى الجامعة ، فجئتُ أعرض عليك الأمر .. فما رأيك؟ .. و إن كنت لا تريدها ، فلا بأس، سأعطيها لشخص آخر أعرفه ..؟
جاء الفرج إذاً .. ما أسعده من يوم ! و ما أنفعه من زائر ! و ما أوفاه من صديق جامعي قديم ! …

بلا تردد ونظراً للضائقة المالية التى كان يمر بها وافق على الفور ..

نجحت الخُطة ..

سأله : كم عمولتك ؟ رد الزائر : ثلاثة ألآف جنيه فقط ،فأنا لا أحب الطمع..

وافق السيد (س) رغم أنه سوف يحصل على ذلك المال عبر الإستدانة من أحد أقربائه .. خلال أيام اتصل الزائر بالسيد (س) تليفونياً قائلاً : أنا حالياً في السفارة في القاهرة و قد نفد رصيد هاتفي فلو تكرمت اشحن لى رصيداً من عندك ، لأن المكان الذى أتواجد فيه هنا لا يوجد به كروت شحن ، فقام السيد (س) على الفور بإرسال شحن على الهواء ، كي لا تتعطل سير الأعمال .. ليتصل الزائر بعدها بساعات قائلاً : ألف ألف مبروك ، الحمد الله قد استخرجت لك تأشيرة العمل و هي في يدي الآن ، و لم يبقى سوى أن توفي بعمولتي ، رد السيد (س ): طبعاً ، أنا تحت أمرك .. رد الزائر : سأعطيك رقم حسابي بالبنك ، من فضلك أرسله لي فوراً الآن ..
و نتيجة الثقة التامة في الزائر و شقيقه زميل الدراسة قام على الفور السيد ( س) بإرسال مبلغ ثلاثة ألآف جنيه عبر البنك ، رغم أنه لم يرى أي تأشيرات بعينه …
بعد يومين اتصل الزائر : اتصل بي شقيقي من السعودية و يحتاج إلى شخص آخر معك ممن تثق بهم ، و عمولتي هذه المرة ألفان فقط … هل لديك أحداً ؟
قال السيد (س) نعم لدي ابن أختي .. وبالفعل دفع المبلغ المطلوب .. إذاً لم يبق غير السفر ،و جني المرتبات المغرية ..

اتصل الزائر : السفر إن شاء الله بعد ثلاثة أيام، و سوف يكون بالطيران الساعة العاشرة صباحاً يوم كذا .. و ستجد شقيقي بإنتظارك بمطار جدة ..

استعد السيد (س) للسفر و جهز حقيبته هو و ابن اخته ، و قام السيد (س) بعمل رحلة تنزهية إلى شاطىء الإسكندرية مع باقي أفراد الأسرة توديعاً لهم ..

قبل يوم السفر بيومين.. اتصل السيد (س) على الزائر كي يأخذ منه جوازات السفر الخاصة بهم ..

حان وقت الصدمة الكبرى؟ الهاتف النقال مغلق .. اتصل مراراً و تكراراً ، و لكن بلا جدوى ، حتى جاء يوم السفر ، و ليس معه تأشيرة و لا جواز سفر ..
أدرك السيد (س) أنه قد وقع ضحية عملية نصب و احتيال من الزائر الصادق الكذوب ، فقد كان صادقاً في كونه شقيق صديق الدراسة فعلاً ، و لكنه استعمل الصدق بمكرٍ كمصيدة للضحية ، كي لا تُفلت من بين مخالبه ..
و فى محاولة فاشلة ذهبت الضحية للبحث عن المحتال في بلده، يسأل عنه في أقسام الشرطة، علَّه يجدُ على النار هدى .. لتأتي النتيجة النهائية بأن الرجل مسجل ضمن جرائم ” النصب و الإحتيال” و ذو سوابق .. وبالتقصي عن شقيقه زميل الدراسة بالجامعة تبين أنه غير موجود بالسعودية بل و غير موجود على ظهر الأرض ، قد مات بعد التخرج بشهور في حادث أليم ..

تباً لك أيها الصادق الكذوب ، فما أشبهك بالشيطان الذي جاء في صورة إنسان للصحابي الجليل أبو هريرة ، و الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : أَمَا إنَّه قدْ صَدَقَكَ، وهو كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَن تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ يا أبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: ذَاكَ شَيطانٌ ..

فهل من معتبر ..؟
………………………..
ملحوظة : القصة أحداثها حقيقية …

التعليقات مغلقة.