الصدق بين الطبع و التحفيز…ـ بقلم أسـمـاء الـبـيـطـار
الصدق من أنبل الصفات التي قلما وجدتها في إنسان
لكن للأسف دايماً نقول على الإنسان الصادق إنه جريء
أو عفواً بجح ، أو تلاقي اللي بيقولك دا ما بيتكسفش !
و حقيقي الإنسان الصادق لا يعنيه ما تصفه به
لأنه على يقين تام من إنك ستصنفه من منظورك الشخصي للصدق .
لكن مش دا موضوعنا ..
موضوعنا إنهاردة عن إزاي تكون إنسان صادق .
أو إزاي بتوصل للمرحلة دي من الصدق .
أولاً ..
لكي تكون إنسان صادق مع الناس لابد أن تكون إنسان صادق مع نفسك
و أكتر صدق مع النفس بيكون بمواجهة الإنسان لنفسه بعيوبه قبل مميزاته .
و دي نقطة قوة مش ضعف على فكرة ، و مش جلد للذات زي ما البعض متصور و إن إضطر في بعض المواقف.
لأن الإنسان الصادق حقيقي عنده قدره على محاورة و مراجعة نفسه بكل حيادية .
و حتى بينه و بين نفسه لا يستطيع ظلم الطرف الأخر
و دا أكيد بيكون ظاهر في تعاملاته مع الغير .
و إن إضطر لجلدها لا لشئ سوى الحفاظ على درجة نقائه و صدقه مع نفسه .
لأن الإنسان بصفة عامة هو الوحيد القادر على إيقاف نفسه عند حدها. و حقيقي لا أحد غيره مهما كان و مهما كانت درجة القُرب
لأن الصدق لا ينبع إلا من الذات مع الغرس الطيب منذ الصغر في أصول و قواعد التربية .
و حقيقي الأهل بيكون عليهم دور كبير و مهم جداً في تنمية هذه الصفة بتشجيع أولادهم على قَول الحق أو الصدق
حتى و إن بدأنا بأبسط الأمور كخلاف الأطفال مع بعضها مثلاً و أنت كأب أو معلم بخبرتك تستطيع أن تعرف صفات أبناءك أو طُلابك عندما تختار من يحكي أمام الجميع .
و عن كثير من التجارب لا أحد يستطيع أن يُكذب صادق بل يخافون منه و بيتعمل له ألف حساب بالبلدي زي ما بنقول .
و على الأب أو المُعلم أن يُكافئه إذا وجد كلامه صحيحاً
و لا ننسى أن القُدوة الحسنة غرس طيب بالنقل و دون عناء .
و من مقومات الإنسان الصادق أيضاً ..
أن يكون إنسانا قادرا على الإعتذار لنفسه و لغيره إذا أخطأ في حقهما
و هو فيه حد بيعتذر لنفسه ؟
أكيد طبعاً لأن الإنسان الصادق لو لم يحافظ على سلامة نفسه من أي أذى
سيكون هناك خللا في إتزانه الفكري و سيكتفي بالحيادية .
و التي أراها في كثير من الأحيان سلبية .
أما عن حق الغير ..
فجملة عندك حق دي أو حقك عليا بيقولها و هو مش مجبور و مش خجلان حتى و إن قالها أمام الجميع .
لأن الإنسان الصادق تعود كما إنه يأخذ حقه ، يُعطي الآخرين حقوقهم .
على فكرة ..
الناس دي من أجمل صفاتها إنها متواضعة جداً
و عندها لين عجيب ، ترتاح للحديث معها مهما كنت و مهما كانت صفاتك .
لأنك تعلم علم اليقين أنها لا تُفرط في الحقوق من أمامك أو من وراء ظهرك .
تعلم علم اليقين أنها تنصحك بكل صدق حتى و إن قست عليك لا لشئ سوى لمصلحتك .
و الإنسان الصادق لا تعنيه درجة القُرب بقدر ما يعنيه الصدق
مع القريب و الغريب و بنفس الدرجة لأنها صفة أصيلة في طبعه أو مغروسه فيه منذ الصِغر .
تعلموا الصدق و إغرسوه في أبناءكم لأنه نجاة للكثير من مهالك هذا الزمن .
التعليقات مغلقة.