الصدمة بقلم عبده مرقص عبد الملاك

الصدمة بقلم عبده مرقص عبد الملاك

يقال فى الامثال ما معناه ان صدمة تذهب صدمة و هم يذهب هما, فحين يصيب الانسان هم فأنه يستحوذ على تفكيره و يكاد عقله ان يشل من الحيرة و يصير فى دوامة قد تؤدى الى اصابته بالاحباط و اليأس و قد يؤدى هذا الى ما لا تحمد عقباه ما .

و لكن لو تكالبت عليه الهموم واحد تلو الاخر و لطمته كما تلاطم الشاطئ الامواج العاتية المتلاحقة المتلاطمة …فى تلك اللحظة يصبح الانسان كلاعب السيرك او البحار الماهر و يصارع حتى يتغلب على ما يحيط به …. و قد قال الشاعر الفرنسى دى موسيه ( لا شيئ يجعلنا عظماء الا الم عظيم )

و لهذا فأن دوام الحياة نتيجة لأنها لا تسير على وتيرة و احدة فكل لحظة فيها درس جديد.

و اننى اسوق حادثة شاهدتها عندما كنت فى الخامسة من عمرى و قد كان لها اثر فى حياتى , ففى احد الايام ذهبت الى الورشة التى يعمل بها والدى

و كنت اتجول بين المخارط و الالات و اراقب خلية النحل التى يعمل كل افرادها بعزم و همة وصبر و رغم ضجيج الالات و العرق و التعب فقد كان يحلولبعضهم ان يغنى و كأن الالات فرقته الموسيقية و و رغم المرارة التى يعانونها فأن كل عامل يتعامل مع الألة التى يعمل عليها كانها معشوقته و لو تأملت قليلا و ارهفت سمعك فانك تسمع حديث لا يروى عن قصة حب بينهما و قد كنت اراقب هذا و انا مندهش من حركة السيور و التروس ……… و فجاة ارتفع صوت صراخ طغى على كل هذا و كان مصدره صبى فى الحداثة ( يبلغ من العمر حوالى 14 عاما )

هرع العمال حيث كان الصبى واقفا يبكى و الدم ينزف من يده و ينظر الى الارض و يصيح اصابعى ,,,,, لقد وضع اصابعه بين التروس فبترت اصباعين من اصابعه

لما رأيت ذلك هالنى المنظر و انهمرت فى البكاء

و فجأة اقبل احد العمال …………………………………………………..

……………

……………..

………….

و لما راى الغلام يتخبط من الالم صفعه على وجهه قائلا ( الله يخرب بيتك …. انت كسرت المخرطة ……. )

و لشد ما ادهشنى ان الغلام نسى ما ألم به و بدأ يتفحص المخرطة و فى اثناء ذلك تم عمل الاضمدة اللازمة حتى تم نقله للمستشفى لتلقى العلاج و قد علق العامل على فعله بعد ذلك بان الم الصفعة جعل الصبى يوجه اهتمامه للالم الجديد كما ان ما ذكره عن كسر المخرطة انساه كل شيئ

و قد استوعبت الدرس من هذا الحادث فما اشبه الحياة بهذه الحادثة

عبده مرقص عبد الملاك