الصدمة… عبدالصاحب إبراهيم أميري
قصة قصيرة ” الصدمة“
عبد الصاحب إبراهيم أميري
بدأ يرى الألوان كلها قاتمته، والحياة، سوداء، بعد أن قطعوه من جذوره، وانتقلوا به للبصرة واتخذوها مسكنا، قلما شوهد يبتسم، الإ اذا قالوا له جائت اختك نورية، يقفر من مكانه فرحا، ويعود خائبا، بعد أن يكتشف المقلب،
أسرته كانت تجرب كل الوسائل لتعيد ابنها اخر العنقود للحياة، والمدرسة، كانت خير باب
-يمه صالح، ان شاء الله باجر الصبح، انسجلك بالمدرسة
هذه الكلمات فتحت اسارير صالح، وزرعت بذرة امل في قلبه الطري، واجهه امه بابتسامته المعهوده،
-يمه اني هوايه احب المدرسة
-فدوه اروحلك، راح تروح وتتعلم، كل شيء،
اخذ امه بالحضن ضاحكا إلا أن الفرحة، لم تتم طويلا، لحقتها دموعا حارة، سقطت من عينييه البريئتين،
تفحصت الأم إبنها مستغربة
-اشبيك إبني
- اتذكرت اختي نورية
خوفتني،. اختك، الحمد لله عايشه، بالعطلة انروح اشوفه، هي تجي،
صوت قبقاب بدرية يعلو في ساحة المنزل، يلاحق صوتها المليء بالحنان
-خاله ام صادق، حضري صلوحي، باجر راح انسجله بالمدرسة
جاء رد الأم،
-اشكرج بنتي، جاي انزاحمك هوايه
اقترب اصوات القبقاب (نعال من الخشب، كان يستعمل في البيت وفي الحمام) وهي تعتزف على الأرض، لحنا عرف بلحن بدرية، تقرأ بالايقاع وزنها الثقيل.
-يمه صلوحي، باجر اسجلك بمدرسة ابني صادق هو بالثالث، ترحون سوه وتجون سويه
طار صالح فرحا فحلَم المدرسه، قيد التحقق
،،،،،،،
. اقتادته المراة الطيبة وأمه لتسجيله في المدرسة، وهي تدله على إلطريق، وتزرع في ذهنه العلامات
-اندليت
-اندل
ما أن تصفح الكاتب أوراق صالح الثبوتية، حتى عادها إلى بدرية
-ما اقدر اسجل ابنكم
اصفر وجه صالح واختفت علائم الفرح، وعادت أحزانه تزحف إلى عقله الصغير، واضطرب قلبه، اختنقت الكلمات في فمه وبات ابكما، وعلا في وجه بدريه استفسارا
-ليش يمه
-تدرين اشكد عمر المحروس
-سبع سنين
-لا يمه عشر سنين
-هو ابنه واني اعرف
-“تعرفين لو ما تعرفين، المستمسكات،. تقول عشره، ابنكم لازم يداوم بالمسائي، اشتدت بدرية غضبا وتحولت إلى بركان ثائر، ارعبت الجميع، وصالح يرتجف خوفا
-” بالمسائي اشلون
خرجت بدرية من مكتب الكاتب محتدة وهي تسحب صالح، من يده. واحلامه تنهار امام ناظري،، دخلت مكتب المدير، ودفعت الصبي، صوب المدير، اختل توازنه وكاد يقع ارضا
نظر المدير للصبي ولم يدرك شيئا
المدير-شكو، اشصاير
بدرية – “هذا الولد اشكد عمره
يتفحص المدير صالح،
-والله بالضبط ما ادري، هسه اش صاير،
-الكاتب يقول ما انسجله،
-ليش
-عمره عشر سنين
يتفحص المدير صالح ثانية،
-انطيني المستمسكات
يقلب المدير المستمسكات، وينظر للصبي،
-هاي الأوراق تقول عمره عشر سنين، الحق ويه الكاتل
-استاذ الله بخليك، هاي المستمسكات، مال اخوه اللي توفه
-ما يصير، جيبوه اوراقه
-استاذ الله يخلي أولادك، اهله ما طلعوه سجل قالوا صالح مكان اخوه
-افتهمت ، صلحوا أوراقه ونسجله
-استاذ هذوله نفوسهم بكربلاء، والتسجيل، يخلص والدوام يبدا، سجله الله يخلي أولادك
ويصلحوه - شوفي بنتي تسجيله خطأ وبي مسؤولية، روحي للكاتب، خلي يسجله
عبد الصاحب إبراهيم أميري
التعليقات مغلقة.