موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الصف الأول … حيدر الدحام

181

الصف الأول …

حيدر الدحام

الصف الأول

على صوت أذان الفجر من ( حسينية السيد حيدر ) في مدينة الشعب ، نهضت والدتي كي تصلي وتدعو لنا بدعائها الذي يدخل القلب ( اللهي اكفينا شر الهافي والمتعافي ) .
بعد أن أعدت الفطور وبدون أن توقظني ، كنت أول الجالسين الى السفرة بعد ليلة لم أذق طعم النوم فيها ، فثمة شعور غريب بين الفرحة والترقب والقلق جعل عينّي لا يغمض لهما جفن .
أذكر التاريخ جيدًا ( الشهر التاسع من عام 1975 ) ، إنه عامي السادس واليوم هو موعد التسجيل في المدرسة .
أمسكت والدتي بيدي وكأنها تعلمني المشي لأول مرة ! تحمل تحت عبائتها أوراق التقديم وصوري الشمسية التي لا تشبهني أبدًا !!
لم تكن ( مدرسة الواثقية ) بعيدة ، فهي تقع عند شارع الصحة القريب من بيتنا يجاورها دكان ( حجية قنبلة ) والذي كان اشهر من مولات هذا الزمان !!
كنت فرحًا بملابسي الجديدة وحقيبة القماش المطرزة التي تشبه ( حقيبة غوار الطوشي ) !!
عندما تركتني والدتي ، أحسست بالضياع وأني فقدت الأمان ، ركضت نحو الباب لعلي أجدها لكن الحارس منعني من الخروج ، تطلعت في الوجوه ، لم أكن أعرف أحدًا فالكل غرباء ، بدأت دموعي تتساقط ونوبة من الخوف والهلع قد أطبقت على أنفاسي ولم أعد أستطع التنفس جيدًا .
احتضنتني معلمتي الست ( ماجدة ) ، هدأت من روعي واجلستني في الرحلة الأولى جوار أجمل بنت في الصف والتي أخذت تلاطفني لتصبح سببًا لحبي وتعلقي بالدراسة !!
رن جرس المدرسة معلنًا أنتهاء الدوام ، الأصوات ملأت الساحة بضجيجها ، الكل يركض نحو الباب الخارجي ومنهم من تسور الجدار ليقفز منه جهة الدكان !!
الاحتكاك والتدافع أسقطاني أرضًا لأكثر من مرةً لقصر قامتي ونحافة جسمي !! لكن الضحكات البريئة وصوت المديرة الجهوري وهي تحثنا على الهدوء والنظام كان له وقع جميل في قلوبنا مازال اثره باقٍ لايمحى من الذاكرة .
لم تكن سوى لحظات لأجد والدتي عند الباب وقد افترشت الأرض تنتظرني ، هرولت نحوها مسرعًا وحضنتها بشدة وكأني قد فارقتها سنين عديدة .

  • ( ها يمه .. شلونك اليوم ؟! )
  • ( يمه .. بعد لا تعوفيني وحدي !! )

التعليقات مغلقة.