الصمت الجميل…محمد عبد المعز
…………….
يرى فريقٌ من الناس، أن الصمتَ ضعف، ويرى آخرون أنه عَـجْــزٌ عن المواجَهة، بينما يرى فريقٌ ثالث، أنه دليلُ إدانة…
وربما يكونُ الثلاثة على حق، وقد يكونون على باطِل، والأمرُ يتوقَّف، أولاً وأخيراً على طرفي العلاقة “الْـمُــتَّهِم والْــمُــتَّــهَـم” إن جازَ الوصْفُ والتعبير…
ويرتبِطُ كذلك، بزمانِ الصمتِ ومكانه، والفعل ورد الفعل، والحالة التي توجِبه أحياناً، وتمنعه أحياناً، لأن دَرْءَ الْـمفاسِد، مُقدَّمٌ على جَلْبِ المصالِح.
ورغم أن “الْــمُــتَّــهَـم بريءٌ حتى تثبُتَ إدانته” فإننا نَجِدُ مَـنْ يُسارِعونَ في الحُكم، رغم أن العلاقاتِ الإنسانية، بعيدةٌ عن محاكِم التفتيش في النيات…
الصمتُ الجميل، يكونُ حِرْصاً على بقاءِ الوِد، ودوامِ الْعِشرة، ووقْـعُه إن كان أليماً على “الْـمُــتَّهِم” فهو أشَدُّ إيلاماً لـ ” الْــمُــتَّــهَـم”…
الدفاع عن النفس واجِب، والتوضيح أوجب، لكن صمت القادِر على هذا وذاك، يجب أن يحمل له، لمنح “الْـمُــتَّهِم” فرصة لإعادة التفكير، قبل نَسْفِ الفِكرة…
ولأن دينَنا جميل، أمرنا بالصَّفْـحِ الجميل، والعفوِ الجميل، بل والسَّراحِ الجميل، والهجرِ الجميل، أفلا يكون الصمتُ الجميلُ، من بابِ أولى؟!
…………….
محمــد عبــد المعــز
التعليقات مغلقة.