الصمت… شعر موسى وحدالله
١-الصمتُ صار مسبةً وعقابا
إذ كان بين المؤمنينَ عتابا
خذ من دمائي ما رضيت لأتقي
وخز الضميرِ وأنصُرَ الأحبابا
يا دمعَ غزةَ قد جعلتُكَ طعنةً
أرمي بها متخاذلًا كَذابا
الشجبُ والإنكارُ أضحى سيفَهم
وسلاحُهُم في الحربِ صار سِبابا
٥-خُشُبٌ مُسَندَّةٌ تلوزُ سياسة
جعلوا النفاق مآذنًا وقبابا
فوقفتُ أصرخُ للعروبةِ قائِلًا
ضَيعتُ مني العربَ والأعرابا
ما عاد يجدينا التمني والرجا
ما بالكم لا تملكون خطابا
أين العروشُ وأين هم حكامُها
أين اللذين تقلدوا الألقابا
أين الدعاةُ على المنابرِ كلُهُم
أين المواعظُ سنةً وكتابا
١٠-الطفلُ يُقتلُ غيلةً في غزةٍ
وتفندون لقتلِه الأسبابا
يا سيدي إن العدو يبيدهم
أتوجهون لمن يموت عتابا
تبًا لكم ولمن تعممَ جُبنهُ
ولمن تخاذلَ راكِعًا وأنابا
أشكو لمعتصمٍ مذلةَ شاعرٍ
قرأ الصحيفةَ فاستقام وتابا
لو كنتَ يابن الأكرمينَ بحينا
هل كنتَ تنظرُ هائمًا مرتابا
١٥-ام كُنتَ سَيرتَ الجيوشَ لنصرهم
لتدقَ عظم الغاصبين تُرابا
يا كل راعٍ قد تسربل بالردى
لا عصمة لمن ارتضاه ثيابا
بالليل تلتحف الظلام مكبلًا
ونهار يومك دامسًا وضبابا
هل أخطأ السنوار في إقدامِهِ
أم أنهُ يا مسلمونَ أصابا
هل كان يصمتُ عابثًا متجهِمًا
والطفلُ من صوتِ المدافعِ شابا
٢٠-هل كان يكفي إن تنطع مُعربًا
مثل اللذين تقلدوا الألقابا
سبعون عامًا والعدو بأرضه
يغتال قلب الكادحين عَذابا
باركتكم يا أهل غزة مُنصِفًا
والعارفين العاملين صوابا
كذبًا عبثت بمهجتي وتركتني
أشكو بشعري جيئةً وذِهابا
هل بالشتائمِ نَستعيدُ كرامةً
أم بالرجالِ يُسارعونَ غِضابا
٢٥-وتحطمت أكذوبةُ الأممِ التي
قد حوّلت صدق الطباعِ كِذابا
والله ما قامت لأجلك مًسلِمًا
بل أنها للمسلمين عقابا
وحقيقةُ الأعراب بين منافقٍ
ومدافعٍ شرع السلاح سِبابا
ومعممٌ ألقى المواعظَ جانبًا
وعدُوُهُ أخذ الحياةَ غِلابا
والشيخ في البلد الحرام محيدٌ
من فرطِ لهوِ العابثين تصابى
٣٠-فتململوا بجهادة وتوسلوا
أعداءَهُم أن يفتحوا الأبوابا
ولعمري إن العربَ هم من غلقوا
واستوثقوا الأبواب بابًا بابا
أخليتُ ساح قصيدتي وعذرتُها
ممن يكيلُ بظنه مرتابا
الشعر دون الصدق زيفٌ زائلٌ
كم أرغمت كفُ القريضِ رقابا
فقضيتي الإنصافُ ما خطت يدي
خبرًا لكلِ السائلين جوابا
٣٥-بحديثِ غزةَ تستطيبُ قصيدتي
ويُضيءُ في غَسقِ الظلامِ شهابا
يا أهل غزةَ يا كرامةَ هاشمٍ
يا خيرَ من قد شرفَ الأنسابا
٣٧-من يدعي كرمًا فعِلةُ صِدقِهِ
إن الكريم إذا دعوت أجابا
التعليقات مغلقة.