الصياد قصة قصيرة تأليف محمد كسبه
ظلت طوال الليل تسبح و تدعو ربها و تشتكي إليه حالها ، فلا يقدر أن يكشف الهم عنها إلا الله , وليفها هجرها من مدة و صغيريها لا تعلم ماذا حدث لهم هل ماتوا ، هل ما زالوا علي قيد الحياة ، لا تعلم ، فقط الألم و قسوة الزمن هم محصلتها من الحياة .
وقفت العصفورة علي غصن الشجرة المقابل لعشها تبكي ، فهي لا تستطيع أن تقاتل هذا الطائر الضخم الذي إقتحم العش الصغير الذي بنته ورتبت كل قشة فيه بعناية و كانت حريصة جدا علي نظافته ، ففيه فرخيها الصغار ، وهي لا تتركهم إلا قليلا ؛ لكي تحضر لهم الطعام ، لو كانت تعلم ما سيحدث ما خرجت من العش حتي لو دفعت حياتها ثمنا لمقاومة هذا المحتل .
سهرت طوال الليل تدعو الله أن يحمي صغيريها و يعيد إليها بيتها ، فجأة و هي في حيرة من أمرها داهمها النوم ، رأت نفسها تطير مع سرب من العصافير الصغيرة فوق الحقول الخضراء الواسعة الممتدة بالقرب من النيل ، بعد شروق الشمس إستيقظت وعلمت أنها بشارة من الله .
فجأة سمعت صوت صغيريها فوق كومة القش تحت الشجرة ، فرحت كثيرا و حمدت الله ، فقد ألقاهما ذلك الطائر المحتل من العش ؛ لكن عناية الله انقذتهم من الموت .
ضمت صغيريها تحت جناحيها وهي مختبأة تحت القش و ما زالت تدعو الله ان يعيد لها بيتها ، بعد مدة صغيرة سمعت صوت البندقية ثم رأت الطائر المحتل مربوط منكس الرأس في يد الصياد .
التعليقات مغلقة.