الصيد بين المتعة ووجع القلب بـ قلم أسـمـاء الـبـيـطـار
الصيد بين المتعة ووجع القلب
بـ قلم أسـمـاء الـبـيـطـار
إيه العنوان الغريب ده و إيه اللي دخل الصيد في وجع القلب ؟!
زي ما إتعودنا نحكي حكاية شخصية بسيطة كدة و بعدين ندخل في موضوعنا .
لما كنت مسافرة خارج مصر كنت قاعدة في بيت له من بره صور عريض جداً ، فكان لما يتبقى رز من وجبة الغذاء كنت بطلع أحطه على الصور ده .
و سبحان الله ما كنتش بعرف اليمام ده كله ببيجي منين ياخد رزقه اللي ربنا قسمه له و يمشي .
و حتى لو ما عنديش رز مطبوخ كنت بحط رز ني لأنهم إتعودوا يحضروا في ميعاد معين .
و الحمد لله إدتهم الأمان و نبهت على أولادي ما يطلعوش في الوقت ده علشان ياخدوا راحتهم .
و لما جيت مصر و استقريت فيها ربنا سبحانه و تعالى رزقني بردو بيمام ، لكن بيعشش حوالين البلكونات عندي و بيبني عش في البلكونة و بيطلع يمام صغير، و طبعاً طول الفترة دي مدياهم الأمان لحد ما أولادها يكبروا و تاخدهم و تروح .
المهم إن في واحدة شافت المنظر ده و بدون تفكير قالتلي :
طيب ما تصطادية دا جميل جداً ؟؟!!
استغربت جدا من كلامها لإنها عفواً يمكن ما تشعرش بالكلام اللي هقوله .
لما تشوف اليمام الصغير ده و هو مستني أمه ترجع بالأكل .
لما تشوف الأم و هي عماله تحوم حواليه كل شوية و تييجي تقف على المنشر علشان تطمن عليه .
و يمكن الوضع ده أكد لي إن الصيد لابد أن يكون للضرورة .
و ليس للتسلية و تقضية وقت ، و في الأخر يمكن حضرتك مش محتاجه و طالع بس علشان ، بتعرف ” تنشن ”
و مش عارف أو مش مدى إهتمام إن دي رووووح زيها زينا بالظبط .
طولت عليكم في المقدمة لكن لابد من ذكرها و إحنا بنتكلم عن صيد طير .
فما بالكم بصيد الأرواح و القلوب ؟!
كتير بنسمع عن بنات وولاد وقعوا في ” فخ و شباك ” تحت إسم الحب !
أعطوا كل الأمان لمن رسم لهم الدُنيا و كأنها جنة ، و بالبلدي زي ما بنقول ” دخلوا عليهم بالحنجل و المنجل “
و هما مش عارفين ظروف” إنجارافهم ” إيه ؟!
مش عارفين إنهم أخيراً لقوا فتى أو فتاة أحلامهم .
مش عارفين إنهم ممكن يكونوا بيهربوا من قسوة أهل .
مش عارفين إنهم ممكن يكونوا ” خام ” يعني مالهمش تجارب سابقة ، و أيوة في ناس كتير زي دي موجودة في الزمن ده برغم كل ما فيه من إنفتاح داخلي و خارجي .
مش عارفين إنهم ممكن يكونوا بيهربوا من تجربة قاسية .
حقيقي بيبقوا مش عارفين ، لكن المهم يصطادوا !
و الأوحش إنهم بيصطادوا أضعف حاجة في البنى آدم ” قلبه ”
اللى مايعرفوش هو فيه إيه ؟
و إتحمل أد إيه ؟
و تييجي حضرتك بكل بساطة تكمل عليه !
لحد ما بيفقد الثقة في نفسه و في العالم أجمع .
لحد ما بيشوف الناس بنفس النظرة ، نظرة الخوف و عدم الإطمئنان .
بتوصله لحالة مرضية حتى لو الإنسان اللي إختاره طلع كويس .
بتسيب جواه كسر ووجع ما حدش يقدر يداويه .
يقال :
” إذا دخلتم القلوب فأحسنوا سُكناها فإن خرابها ليس بهين “
التعليقات مغلقة.