الضمير … بقلم محمد الشريف

الضمير … بقلم محمد الشريف

ما هذا لقد وصلت إلي اختراع فيروس خطير جدا سيغير خريطة العقل البشري ألي الأبد .
أنا مايكل روبرت باحث في قسم مكافحة الفيروسات بمركز جونسون التابع لل CIA ، عملي حساس جدا ، نشأت في أسرة من الطبقة المتوسطة والدي محامي وأمي أديبة ، أسرتنا متدينة محافظة ، زرعت أمي التدين في قلبي ووجداني ، والأخلاق والقيم .
لقد كنا نذهب كلَّ أحد إلي الكنيسة ، ولقد تعلمت الموسيقي في كورال الكنيسة وتشبعت نفسي في طفولتي بترانيم الأناشيد الإلهية .
ولكن طبيعة عملي بعيدة كل البعد عن القيم التي نشأت عليها ، فنحن نتبع رؤية ميكيافلي فالغاية تبرر الوسيلة ، ولا ننتمي لشيء إلا لمصالحنا ولشعبنا فقط.
لا تعنينا المعاناة التي يعانيها اللاجئون ، أما أشلاء القتلي فكأنها لوحة رائعة الجمال مثل لوحات بيكاسو أو دافنشي .
المجاعات التي تحدث في أفريقيا – قارة العبيد – لا تعيي ضمائرنا ، ما هذا وهل لنا ضمير؟!.
القيم الإنسانية والأخلاقية ما هي إلا سراب من وحي خرافات الأديان .
هذه هي خلاصة رؤية وعقيدة المؤسسة التي أعمل بها ، ولذلك أجد نفسي في صراع بين القيم التي نشأت عليها وبين أيديولوجية عملي التي لا تعرف الإنسانية ولا الرحمة ولا الأخلاق ، عملي لا دين له ، أشعر بانفصام بين كوني إنسان متدين وبين كوني عالم بحوث الفيروسات الإلكترونية في وكالة المخابرات الأمريكية.
قررت أن أتصالح مع نفسي وبدأت في تصميم فيروس يحمل في طياته شفرة أخلاقية تحث علي التدين والفضيلة وعلي الأخلاق الإنسانية بصفة عامة ، ولقد نجحت بتوفيق القدير .
سوف أبث فيروسي في شبكات الجوال وبمجرد انتشاره في موجات الهاتف فسيصل إلي كل الشعب الأمريكي ، سأنشر الفضيلة وأحث عليها ، وبالتالي أتصالح مع نفسي ، لا أحد يعرف بهذا الأمر مطلقا ،
سأنتظر للغد حتي أري النتيجة.
الساعة السادسة مساء ، ما هذا كيف أنام كل هذا الوقت ؟! ، لم أنم أكثر من ثلاثة ساعات في اليوم لمدة عام منذ عكفت علي العمل في هذا الفيروس ، أعتقد أن روحي قد سمحت لجسدي بأن يستجم ويسترخي احتفالا بهذا الإنجاز ، أخيرا أشعر بالتصالح مع نفسي ، الأخبار بسرعة .

أمريكا تعلن أن إسرائيل ما هي إلا عصابات صهيونية مغتصبة للأراضي العربية ، وتقرر سحب سفارتها من إسرائيل وتجميد الأموال الصهيونية ومنع تصدير السلاح إلي إسرائيل.
انتحار الرئيس الأمريكي المفاجيء وجد معلقا في حبل بالمكتب البيضاوي وترك رسالة فحواها أرجو أن يغر لي الرب علي ما اقترفته من مآسي في حق الإنسانية .
بابا الفاتيكان يشهر إسلامه في الجامع الأزهر وأصبح اسمه محمد الفاتح بن عمر الفاروق بن أبوبكر .
مادونا تشر إسلامها وتعلن عن انشاء مجمع إسلامي بهوليود .
هوليود تدشن فيلما عن أعظم العظماء النبي محمد عليه الصلاة والسلام .
اليونيسكو تعترف رسميا بأن الأصل في زي المرأة هو الاحتشام ، وتعلن كذلك بأنها سترسل سفراء من أجل مكافحة الرزيلة في العالم كله ، ولقد أوكلت هذا الملف لمؤسسة الأزهر الشريف ، ولصاحب الفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر .
منظمة اليونسكو تعلن مكافحة كتب ميكافيلي ونيتشة وبوذا ولينين وماركس ، وسوف تلغي رخصة أي دار نشر تنشر كتب هؤلاء الكتاب لأنهم نشروا فكرا مضللا للإنسانية جمعاء .
جائزة نوبل للمكر العربي مصطفي صادق الرافعي .
أهذا حلم يا مايكل أم حقيقة ؟! ، إنه حقيقة ،ما الذي يحدث لقد تغير العالم بسبب الفيروس الإلكتروني الذي صممته .
سأطلق عليه اسما .
ماذا أسميه ؟ آه آه وجدتها سأسميه الضمير الإلكتروني .
نعم هو الضمير الذي غاب عن البشرية دهرا ، أشكر الرب علي إلهامي بهذا الاختراع.
ولكن ماذا يحدث لو خرج أحد الذي أصيب بفيوس الضمير خارج نطاق شبكة الجوال،أواكتشف أحد برامج مكافحة الفيروسات هذا المرض واستطاع إيقاف مفعوله ، هل ستنتكس البشرية مرة أخري ؟!أم تعود إلي نبع الضمير وهو الدين ؟!.