موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الضيف قصة قصيرة بقلم : مهاب حسين

92

الضيف قصة قصيرة بقلم : مهاب حسين

لم يطل تطلعي إليه، حتى وجدته يُخلي مكانه ويجلس بجواري، حدثني عن نشأته البائسة، وظروفه الوعرة.
تأملت ملامح وجهه الخشنة، منابت ذقنه المزرية، عينيه المحمرتين كأنه جني!، غلاف التذلل المُسدل على حركاته.
..
أخرج أوراقاً من جيب سترته الكاكية المهترئة، وأخذ يفندها ما بين تحاليل وأشعة..

أعطوا لي هذا الرقم في المستشفى الأميري… عملية قسطرة، بالدور.. كله بالدور ياباشا.
..
التقطت أنفاسي بصعوبة، وأنا ألعن حظي العاثر الذي اقتادني إلى ذلك المقهى، في تلك الساعة، مفضلها عن القبوع في دار النشر، أنتظر وصول المسؤول.
لم أطق البقاء هناك..
أحدس؛ رفض أم قبول الرواية.
..
لما لاحظ شرودي، انبرى يُعلي من نبرة الإستجداء في صوته، وأعقبها بحكاية ظنها طريفة، عن مريض ظل يستعجل دوره، ثم مات أثناء التخدير..

شيء مضحك.
بوجوم:

ما المضحك في هذا!.
..
أحنى رأسه خجلاً، فلم أجد بداً، من مواساته ببعض كلمات موائمة:

أعانك الله.. لاتبتئس، فرحمته بلا حدود.
..
وأخذت أخمن الخطوة التالية بعد هذا السرد المؤلم. إما أن يبادر بطلب المساعدة، أو أعرضها أنا.
واصل كأنما يحدث نفسه:

حباني الله بزوجة، وخمسة أطفال، ثلاثة معوقين، أما الباقي…

كفى بالله عليك..
وهو يهز رأسه كالمصدوم:

أعلم أن للفقر رائحة منفرة، لكن..
..
لمعت عيناه فجأة، لما لمح الجريدة المطوية على الطاولة أمامي..

تسمح..
ولما اعتراني الفضول، قال:

لاتستغرب، فأنا أجيد القراءة والكتابة، كنت قارئاً متمرساً، للمنفلوطي، وشوقي بك، وللسياسيين الكبار، أمثال التابعي وغيره، لايغرك مظهري الآن، فهذا حكم الزمن!.
..
فتح الجريدة، وبدأ يقلبها باهتمام وشغف، يقرأ بصوت مسموع، الأخبار والمقالات بتلذذ مريب!.
ألجمتني الدهشة، فالرجل ليس كما يبدو،
يالها من مصادفة.
طلبت له شاياً وطعاماً من عربة تجاور المقهي، التهمها في نهم.

وحضرتك بالطبع من الأعيان؟.
قهقهت عالياً، فمظهري البسيط لايخطئه أحد.

لماذا؟.

أراك رائق البال، تحدق نحو المارة بشرود، تتكلم مع نفسك بصوت مسموع!.
باعتزاز:

أنا كاتب..

شعر أم قصة قصيرة؟.

هه..
نطقتها متوجساً من سلوك الرجل، والجنوح المباغت في شخصيته وكلامه.
هازئاً:

أتعرف الفرق؟.

بالطبع.. الشاعر بلا قيد، أما القصاص فيحتاج..
مقاطعا:

متعلم؟.

الشهادات لاتهم..
ثم سحب نفسا عميقا، وزفره بتأسي:

دبلوم.
بسأم من يود إنهاء المحادثة:

روائي.
تهلل وجهه:
كم تمنيت أن أقابل كاتباً روائياً.

لما!.

لأعرف سر الصنعة، بالتأكيد خضت تجارباً مضنية، واحتككت بالعالم السفلي، عالم المقهورين والمهمشين أمثالي.
..
اتسعت عيناي إعجاباً بالرجل، وازددتُ حذراً. لا أعلم لماذا برق وجه صاحب دور النشر في مخيلتي!. فبعد إضافة بعض الرتوش، وإزالة بعض التشوهات، يكادا أن يتطابقا في الشبه لحدٍ مخيف!.

ليس شرطاً، فالكتابة غوص في طبيعة الإنسان بداية.
مبدياً امتعاضه، وبثقة لاتتناسب مع هيئته:

هراء ياسيدي، لا فن بغير واقع، ولا قيمة لعمل بلا صدق.
وهو يزوي مابين عينيه كمحقق:

ماهو موضوع الرواية؟.
اعتدلت في جلستي، واضعاً ساقاً فوق الأخرى:

الوهم والحقيقة في…

معذرة، وهل يوجد فرق!.
بنبرة خشنة:

كيف تعرف كل هذا؟.
..
سرعان ما بدل لهجته، وقال في خنوع:

أتستكثر على مثلي، الفهم والثقافة، أليس العقاد..
مقاطعاً:

وتعرف العقاد أيضاً!.

كيف تكتب، سامحني، وأنت تجهل خصائص الناس؟. أكيد لم تنشر شيئاً حتى الآن.
استشطت غضباً، حتى كدت أركله بعيداً، لكني تمالكتُ نفسي، ببرود:

أنت أعلم.

آسف لو تجاوزت حدودي..
رددت بزهو، وبلكنة إعلامية:

عموماً.. لي رواية، ستصدُر قريباً.

لا أظن..

من أنت؟، لم ظهرت بغتة، واخترتني بالذات، دون جميع رواد المقهى، من أوعز لك بتلك الكلمات، ألك علاقة بدور النشر، أتعمل بها؟.
وقبضته من عنق سترته، وكدت أخنقه، حتى تحشرج صوته، متوسلاً لي أن أتركه.
..

ماذا قلت؟.

هل أرسلك الناقد والكاتب الفاشل الذي يروّج لنفسه بالحطّ من قدري، وينعتني بأني جاهل وغبي.. هل أنا غبي؟.

معاذ الله.. أنت سيد الناس.
..
لما أفّلتُه، ترجّل متعثراً.. يتلفت نحوي في ذعر، حتى استقر على أحد المقاعد المنزوية، وطفق يحكي…
فيما بدت كل الطاولات خاوية!.
..
مهاب حسين/مصر

التعليقات مغلقة.