موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“الطاغية” …الحلقة الأولى: بقلم محمد كمال سالم

333

“الطاغية” …الحلقة الأولى: بقلم محمد كمال سالم

على ربوةٍ عتيقة خضراء ضمن رُبى صنعاء الكثيرة، كان يقبع هناك قصرُ منيف رائع البنيان، في تفاصيل جميلة تُسحر الألباب، حديقته غناء وجدرانه بيضاء في صفاء مزدانة بالعقيق الأحمر، أبوابه صارمة منيعة ونعومة زخرفها تدل على مهارة صانعيها، قبابه عالية شاهقة مرصعة بالأحجار الكريمة وكأنها مرسلة أو معلقة في السماء.

وفي ليلة غاب عنها القمر … شق سكون القصر صرخات الحرس ( وامصيبتاه ، واضيعتاه ، سُرق السيف ، سُرق السيف ) … وعلى إثر تلك الصرخات يقف ” أبرهه الأشرم ” على باب مخدعه هاملاً جواريه الحسان وسباياه هلعاً يصيح فى الخدم:
ماذا يجري هنا لعنة أبرهة العظيم عليكم ؟! أحد الخدم : (خائفاً يرتعد) لا أدري يا مولا لا أدري . صارخاً .. آتنى كبير الحرس هنا حالا .
مهرولاً فزعاً: أمرُ قداستك أمرُ قداستك.
محدثاً نفسه: فطنة أبرهه تحدثه أن أمراً جللا قد وقع الليلة.
يأت كبير الحراس مسرعاً تعلوه إمارات الخوف والقلق، ينحنى بين يدي سيده:
مولاي أبرهة العظيم. سيصب أبرهه الويل عليكم صباً، إذا لم تخبرني بما يحدث الٱن في قصري؛ أم أنك عنه غافلُ ومغفل.
يعتدل قائماً ولكن في وجل:
_ لقد سُرق سيف سبأ سيدي.

تتسع عينا أبرهة في غضب وحنق، حتى أصبح وجهه مرعباً ، يقبض على كبير الحرس من مفرق ثوبه قائلاً :
وأين كُنت وحرسك يابن البائسة؟! يرتجف بين يديه، كنت أتفقد حرس أبواب القصر سيدى ولم ألحظ أي شئ غير عادي ، أُقسم بقداسة مولاي أبرهه العظيم.
يدفع به أبرهة في عنف غاضباً ومحدقاً فيه، كأنما أكتشف شيئاً وراح يتحسس لحيته المرصعة بالجواهر ثم أردف محدثا نفسه: المكاربة .. لم يفعلها سوى المكاربة، مازالوا يعتقدون في أسطورتهم القديمة، يعتقدون أن حصولهم على سيف سبأ هو ما سيمكنهم من استعادة ملكهم وزوال ملكي، كذلك يعتقدون. ثم يصيح غاضباً مسمعاً أركان وأرجاء القصر:
كلا هُم واهمون من ذا الذي يستطيع أن ينزع ملك أبرهة العظيم! أبرهة الذى أزعن النجاشي لسطوته واستقل بمُلك اليمن وحده، وغداً تُزعن ممالك العرب إليه جميعاً، أوتستطيع تلك الشرزمة أن تُهدد ملكي ها ها ها.
يضحك كالمجنون في هيستيرية و سخرية، ثم يوجه كلامه لكبير الحرس قائلاً : _إسمع يا لعين، إذهب وابحث في كل صنعاء وكل بيت للمكاربة، لا تبق على شئٍ فى بيوتهم، إنزع أسقفهم عنهم وآتنى بالسيف وسارقه حياً.

كان يقول له هذا بصوت خفيض كفحيح الثعابين وهو يحدق فى عينيه ، ثم صاح صارخاً فيه: إذهب.
يفر كبير الحرس من أمام أبرهة فرار المرء من المجزموم أو كفراره من الموت.

في تلك الأثناء…
يدخل ( مِعدكارن ) على أبيه ( ذي يزن ) وأمه ( ريحانه ) يسأله ذى يزن:
ما بالك بُنى مكفهرُ هكذا، وما الذي تخفيه بين ثيابك هذا؟! يفتح مِعدكارن عبائته كاشفاً ما قد طواه تحتها ، فيبدوا سيف سبأ الجميل. ما هذا يا ولدي، أهو …..؟! نعم يا أبتي هذا هو مجدنا، هذا هو سيفنا سيف سبأ العظيم. ريحانه (في هلع) أهٍ ياربي، أهو السيف الذي في قصر الطاغية؟!
مِعدكارن : أجل يا أمي ، وقد سرقته من بين براثن حراسه الأشداء .
ذي يزن: وكيف فعلت هذا وحدك بُني؟!
سيُنكل بنا الطاغية أبرهة بل سيُنكل بكل المكاربة.
ريحانة:
يا ويلتي، ماذا عساي أني فاعلة، أخشى أن أفقدك ولدي . ذي يزن عازماً: ليس لنا بقاء منذ الأن في صنعاء. مِعدكارن : ونترك صنعاء يا أبتي؟ أجل نترك صنعاء ، أظنك تدرك من هو أبرهة وجنوده؟!
سنغادر الأن .
ريحانة باكيةً: إلى أين ذي يزن؛ أوتتركاني؟!
ذي يزن : سنرحل إلى اليمامة ، وفي الصباح اذهبي إلى بيت أختك (بَدار) وانتظري رُسلى إليك.
يلملم ذي يزن بعض من متاعهما وبعض الزاد وينتزع ولده الذي ظل واقفاً يتأمل أمه الباكية ويأخذه ويخرج به هارباً.

وما أن غادر ذي يزن وولده، وريحانة مازالت على حالِها تبكي، حتى طُرق الباب طرقا عنيفا، ثم أنتُزع من مكانه انتزاعاً وصار جنود أبرهة في صحن البيت يحيطون ريحانة التي التف حولها بعض من جارياتها وخدمها خائفين على سيدتهم ريحانة.

*هامش
( المكاربة هم سلالة مملكة سبأ الموحدين المتعاقبين، ويقال أنهم علياء قوم اليمن القديم وسلالة الملكة بلقيس)

يتبع … إن شاء الله

التعليقات مغلقة.