الطب فى زمن الكورونا بقلم د.أحمد دبيان
الطب فى زمن الكورونا بقلم د.أحمد دبيان
ان يجتاح مرض ما الجهاز التنفسى فيحيل الرئتين الى كتلتين حجريتين فى اقل من اربعة اسابيع ، لم يكن هذا ليستقر فى وعى الأطباء ومدخلاتهم العلمية قبل أزمة الكوفيد ١٩ الشهير بالكورونا .
أن ترتدى الأردية الواقية فتختنق وتتصبب عرقاً ويجتاحك الضباب فوق قناع الوجه والنظارات فتقوم بكل الاجراءات الطبية من قسطرة وريد مركزى او تنبيب رغامى او قسطرة شريانية شبه أعمى من خلف لوح زجاجى معتم تتحسس ذكرياتك التشريحية كى تستطيع ان تؤمن مجرى الهواء و مسرى الدواء للمريض .
أن يحتبس الدم فى اصابعك وفى وجهك وخلف أذنك ويرتفع ثانى اكسيد الكربون غى دمائك فيجتاحك الخدر تقاومه حتى لا تسقط وينتهى المريض ، ما كان ليبرز ابداً فى الممارسة الطبية الا بعد اجتياح الكورونا انحاء عالمنا الذى لم يتعافى بعد .
ان تخلع ارديتك الواقية فى خطوات محسوبة تخشى السهو والخطأ حتى لا يجد الفيروس منفذاً نحو مجرى تنفسك فتجتاحك العدوى وتعيش القلق العاصف ان تصبح انت مصدر النفاذ للوباء الى اهل بيتك واولادك ، ما كان ليتردد فى اذهان العاملين فى المجال الطبى الا بعد ظهور هذا الفيروس التخليقى التجريبى .
أن تجد متلازمات السيولة الشديدة والتخثر الذى قد يؤدى لفقد الأطراف ونقص حاد فى الأوكسيجين دون ان يظهر هذا اكلينيكيا على المريض ما حدا الدوائر الطبية ان تدعوه
متلازمة نقص الأوكسيجين السعيد ، ما كان ليتخيله أحد فى دراساته الطبية الكلاسيكية التى نشأنا عليها الا بعد زيارة هذا الضيف الثقيل .
الكورونا غير فى زيارته السمجة الثقيلة عاداتنا وسلوكنا وممارساتنا الحياتية والطبية ، فصار التباعد الاجتماعى فضيلة قد تفضى بنا الى ان نثمن سيكلوجيات الجزر المنعزلة والذاتية المفرطة بعد ان دمر فى زيارته اقتصاديات دول وشرد الكثيرون دون ان يلوح فى الأفق بوادر تشبعه من زيارته القسرية ليمتعنا بالرحيل .
التعليقات مغلقة.