موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الطفل البارّ..بقلم..بوعون العيد

437

الطفل البارّ..بقلم..بوعون العيد


في كنف الأسرة تنمو مشاعر الأمومة والأبوة ، وفي حنايا البيت يتقلّب الأولاد بين التّربية والتثقيف، والتّهذيب ، وحول مائدة الطعام تُذكّى مبادىء الإيثار ، وتُخمد نيران الجشع ، وفي الجلسة العائلية صحبة إبريق الشّاي ، أو القهوة رحلةسمرٍ … تشنّف لها الٱذان سمعا، وتشرئِّب لها الرّقاب رغبة ، وترحل الأفكار من على سفينة الأنفة، وبعد الهمّة؛ تشقّ عُباب يمّ الغوّالة، الأكّالة ، الغرّارة، الضّرّارة، يقودها ربّان حنّكته التّجارب! فبات حُلمه : استسهال الصّعب، أو إدراك المنى .
هنا كان أبو عواد ، يستيقظ باكرا، وفي وقته المعهود بعدما يؤدي صلاة الفجر جماعة، بأقرب مسجد؛ ليعود إلى البيت فيجد الأم قد حضّرت له فطورا، أو شِئت قل لُقيمات يُقمن صُلبه، ثمّ يقصد باب رزقه جارّا عربته، طارقا السّوق ، ومحالّ الباعة ؛ علّه يظفر بنقل متاع ، أو سلعة، وكثيرا ما كان “عواد” يرافق أباه في أيّام العطل الأسبوعيّة ، أوالدّراسية ؛ ليقدّم العون ، والمساعدة لمن يحمل اسمه ، وسَنده عند الشّدائد ، وشُعلته الوضّاءة في سماء الوجود ، وفي مشهد امتزجت فيه عاطفة الأبوّة، بعاطفة البنوّة ؟! وتتعانق السّواعد ، وتلتحم العزائم بالهمم ، فتبني صرح مجد، وعزّة ، وكبرباء ، فيئيض سخر المصاعب تُرابا ، فلا حرّ ، ولا قرّ يفرملان عزمهما ، مهما إدلهمّت سماء الحياة، وإكفهرّ وجه المعاش ؟ ، هو كذلك “عواد” بين الدّراسة، والعمل ، وحتّى بعض شؤون البيت عَوْنا لمن هي أحقّ بحسن صحبته ، لكأنّه نحلة تجمع الرّحيق ؛ لتصنع منه عسلا شهيا، وهو كذلك يطير مرفرفا بجناحي برّ الوالدين ، كي يظفر بعسل رضاهما فيحصد الفوز ، والنجاة في الدّارين .
مساء يعود ” أبو عواد ” يجرّ عربته ، وقد ابتاع بعضاً من المستلزمات ، فتستقبله الأم مرحبة ، متهلّلة السّرائر …، ملاطفة إيّاه بكليمات هي أشبه بالمرهم الشافي ، الذي يزيل دمَامل التّعب ، وبثُور الكدّ ، مستفتحةكلامها : أعانك الله، فيضطجع بعدما يغيّر ملابسه ، ويغسل أطرفه ، متناولا ما أعدّته له ، فيبادرها قائلا: أين عواد؟! ، فتردّ قائلة : لقد عاد منذ قليل ، وخرج لقضاء حاجة وسيعود . بعد هنيهة دخل “عواد” سلّم على والده ، وجلس بجانبه ، وسأله قائلا: كيف كان يومك ياوالدي؟ ، ردّ الوالد : كان يوما ماتعا ، مفعما بالحيوية والنشاط، حيث كان الكسب وفيرا ، ردّ “عواد” – الحمد لله مانحا، ومانعا، ومعطيا ، وممسكا ، المهم أن تكون أنت بخير ياأبي ، هنا ساد بعض الصّمت، حيث رجل “عواد ” بفكره يتفرّس تراسيم محيّا والده ، وهي تنمّ عن أب شفيق ، وأخ صديق، الذي لا يبخل بجهده وماله وجاهه لأجل تفريج الكروب ، وتهوين الخطوب ، عظيم بعقله ووجدانه ، بقلبه، ولسانه ، وأنّه كلّما تقلّب في أعطافه نال من الطافه ، وأنّ مفراداته المتناغمة تشبه قطرات النّدى المنسبكة على مياسم الأزهار تنعشها ، وتبعث فيها نسمة الحياة .

التعليقات مغلقة.