” العار “
محمود حمدون
====
فكرة فيلم ” العار ” تقليدية للغاية, قتلها الأدب من قبل في صورة قصص وروايات , لا تنفك تتحدث عن الرجل الصالح الخيّر , الذي نراه في نهاية القصة شريرًا , أو لصًا أو تاجر للمواد المخدرة . بغض النظر عن الرسالة التي يروّج لها العمل , ـو النهاية الأخلاقية التي تنتصر للخير على الشر .
إلاّ أن الفيلم أوجد لنا مشهدًا وحيدًا , لعل البعض لم يقفوا أمامه كثيرًا وهو مشهد النهاية حينما يهب الأبطال الأشاوس لإخراج الثروة بغض النظر عمّا إذا كانت من حرام أو حلال فتلك قضية لها فلسفتها من وجهة نظرهم ولهم مبرراتهم التي يؤمنون بها ..
لكنهم وجدوا أن الماء المالح قد نخر الصفائح المخزّنة فيها المخدرات وتسرّب هذه الأخيرة لقاع البحيرة , عمل كان من اختصاص ” الدفّاس وأبو دهشوم ” وهما شخصيتان ضئيلتان الحجم , هامشيتان ينحصر دورهم المهني في إتمام المهمة على خير وجه , ثم يؤجر كل منهم حسنته وينصرف راضيًا إلى حال سبيله .. بغياب الاثنين , انهار الحلم , تسرّب أمل الثروة لأعماق البحيرة الباردة المظلمة شديدة الملوحة , هكذا حينما يتصدى من لا يملك المعرفة لمهمة يراها تافهة لا قيمة لها , حينما توارى ” الدفّاس وأبو دهشوم ” يظهر العوار في أبهى صوره ويبدو وقتها الكيان بكامله لا قيمة له وأنه مجرد رغاء كزبد البحر .
التعليقات مغلقة.