العاشق الأحْدَبُ والحسناء العمياء … رباعية شعرية “الجُزء الثاني ” بقلم محمد إبراهيم الفلاح -مصر
(٣)
الحديقة
عَلى أخضرِ الأفنانِ تَمْشي وَلا ترى
فَتَجْترُّ مِن أزهارِ( نيسانَ) مِئزَرا
يَقُلْنَ كَما مَشيِ المَلائكِ مَشْيُها
لِذا كانَ شكًّا وَطءُ أقدامِها الثَّرى
وَأُغنيةٌ في الحُبِّ دَوَّى سُكُونُها
صَدى الكَونِ يَأبى لِلغِنا أنْ يُحَرَّرا
لها وَحْـىُ طيرٍ قَـدْ تَدَلَّى مِنَ السَّما
فأوحى إلى الأشجارِ شَدْوًا، تأثُّـرا
وَكَـمْ كانَ زِلزالُ الحَنايا بِأمْـرِها
جَـرى النَّهـرُ فَيضًا، غاضَ… لَمْ تَـدْرِ ما جَـرى
فلا كانَ تَعْـدادُ السَّجايـا صراطَهـا
وَكَـمْ راقَ ذا الإحصاء ُعَقلي تَـدَبُّرا
لأنَّ بِها سرَّ الحَيـاةِ تَظُنُّها
تَراتيـلَ شَيخٍ قد عَـلا الحُسْـنَ مِنْبَـرا
حِجابُكِ يا زَهراءُ كالعِطْـرِ لَونُـهُ
وَصِرتُ أنا مَن أبْصرَ العِطْـرَ أخْضرا
(٤)
حديث الصامتين
حَكايا العُيونِ الضَّوءُ ثَـوبًا يحيكُها
تُرَوِّي ثناياهُ اللَّيالي تَشَـكُّـرا
حَديثٌ كَصَمْتِ اللَّيلِ دَوَّى بِمَسمَعِ
المَعاني فَلَـمْ تَدْرِ اللُّغاتُ تَصَوُّرا
وَسوفَ تُسمِّيهِ البُروقُ رُعُـودُها
حِكاياتُنا صوتٌ بضوءٍ تَعَــَّطرا
وقد يَعْتَـريهِ الصَّمْـتُ مُلْيونَ مَــرَّةٍ
فلا صَـوتَ يُفْشي سِرَّنا كُلَّما اعْتَـرى
يَجودُ وَلا يدرونَ مِن أينَ جُودُهُ
حَديثُ الهَوى أشْهى إذا كان مُضْمَـرا
يَـدُلُّ عَليهِ الوَجْهُ رَقصًا مَـعَ المدى
وَأنداءُ وَردٍ مِنهُ صَلَّـى وَكَبَّـرا
كأنَّ لُغانا قَيَّدَتْ شَهْـوةَ الدُّنـا
كأنَّ هَوانا فيكَ إبليسُ أَثْمَـرا
إذا ما بَدا ميقاتُ بُعْـدٍ، جَناحُهُ
لَسوفَ تُسَمِّيهِ الحَكايا مُكَفِّــرا
التعليقات مغلقة.