“العبور إلى الجهة الأخرى” بقلم محمود حمدون
قلت له: يا مولانا لقد آمنت اليوم أنني كبرت, أصبحت على أعتاب الشيخوخة إن لكم أكن قد دخلتها بالفعل, ستدركَ أنت أيضًا ذلك حين تقف على الرصيف كي تعبر الطريق, تنتظر أن تبطئ السيارات أو تتباعد المسافات بينها. حين يأتيك اتصال هاتفي يستمر لفترة, فتسمع الطرف الآخر يتحدث إليك دون أن تعي كلمة واحدة, حين تضجر سريعًا وتختنق من الجدال, تميل للهدوء, تعاف نفسك ما كنت تجري خلفه من قبل.
-ألا تصدقني! حسنًا منذ ساعة كنت أسير بشارع ” البوسطة”, أبتغي قضاء حاجة ما, فلمّا انتهيت منها, أردت عبور الشارع للعودة من حيث أتيت, لكنني خشيت المجازفة, فقد تملّكتني رعدة سرت بجسدي وأنا أرقب السيارات والناس من حولي. لعلي استغرقت قرابة عشر دقائق أنتظر المرور, حتى صعب حالي على سائق سيارة أجرة فتوقف بنهر الطريق وحجب عني هنيهة ما كنت أخشاه, ثم أومأ إليّ, فمضيت من أمامه إلى الجهة الأخرى لم أنس أن أهز رأسي إليه شاكرًا, فبادلني تحيتي بأخرى من عينين تحملان أسى غير خافِ على مثلي.
التعليقات مغلقة.