العجز ومناعة القطيع في مصارعة الكورونا
محمد الجداوى
تراودني نفسي كلما مرت عليَّ أوقات أتبين فيها معنى العجز مجسدا في عدم القدرة على اتخاذ الفعل، وطغيان اللا فعل حتى يبدو للعيان أنه الفعل وعكسه والخيار والإجبار في آن واحد.
تراودني نفسي وأصاب بما يُشبه الاكتئاب كلما أيقنت أن تغيير الفعل في زمان موت فعل التغيير غير ممكن، خاصة مع تمكن السمات الشخصية السلبية المتأصلة في سلوكيات الشعب المصري، الميل للفكاهة والتبسيط وتقزيم الأزمات حتى تمر عليه مرور الكرام، فلا هو يحتاط لها ولا يحمي نفسه منها، لكنه يتعايش معها تعايش الأخ والابن.
تراودني نفسي ألا أمل في مستقبل لا يحتاط أصحابه من سوءاته أخذا بالأسباب وتوكلا على خالق الأسباب، وتدور في رأسي تلك التساؤلات:
كيف لهذا الشعب الفكاهي المستهتر أن يعيش كل هذا العمر ويصنع كل تلك الحضارات الممتدة عبر التاريخ وهو بكل هذا الاستهتار واللامبالاة؟
كيف لنا أن نتخطى الأزمات الراهنة وهذا التحدي العالمي “#كوفيد١٩” ونحن نعيش في ثقافة “الفهلوة” وقناعات “الحَدَاقة” وخداع النفس؟
هل يا ترى سنستطيع إيقاع الهزيمة بهذا الفيروس اللعين الذي قضى على نحو 7% من إجمالي مصابينا منذ زلزلة هذه النازلة أو ما يحب الناس أن يسموها تخفيفا بالجائحة؟
كيف وهل ولماذا، وغيرها من أدوات الاستفهام التي لم أجد لتتمتها إجابة حتى أثق في بلوغنا مرحلة ما بعد #كورونا، بل الأنكى أنك تعرف الصواب وما يجب عليك وعليهم فعله، ثم تجد من يستهتر بصحته وحياته وحياتك وحياة شعب يعاني مستقبلا يتساوى فيه الكل ويعلنون بالفعل لا بالقول دخولهم مرحلة “#مناعة_القطيع” التي لا ندري حينها من يحيا متغلبا على الفيروس ومن سيهزمه الموت فيقع في براثن السبعة بالمائة.
حمى الله العالم من زلزلة علمته كيف يكون الضعف، ولمن تكون القوة، وجعلته يوقن حجمه وقوته وقوة خالق منحنا الفرصة تلو الأخرى لنعود إليه، وها هي الفرصة أغنمنا الله إياها وجنبنا مصابها.
التعليقات مغلقة.