العجل أبيس وسرابيس والسرابيوم امتزاج الديانة المصرية بالاغريقية…منى الشوربجى
العجل أبيس وسرابيس والسرابيوم امتزاج الديانة المصرية بالاغريقية…منى الشوربجى
العجل أبيس وسرابيس والسرابيوم
امتزاج الديانة المصرية بالاغريقية
غير غزو الإسكندر الأكبر لمصر عام ٣٣٢ ق. م الوضع الاجتماعي للإغريق من مجرد مقيمين طبيعيين الي أعضاء في الطبقة الحاكمة فقد كان التغير واضحا في موقفهم من الديانة المصرية. ولقد تدفقت اعدادا متزايدة ومستمرة من اليونانيين المنتشرين بجميع أنحاء العالم الاغريقي بجيش الإسكندر باحثين عن حظوظهم في كل بلد فتحت لهم وانتشروا بالتالي في جميع أنحاء الاقاليم.. باتت الإسكندرية منذ أسست إغريقية تماما في عمارتها وسكانها إلي أن أصبحت مركزا للحياة الثقافية والروحية للاغريق في هذا الوقت، ولكن في أماكن أخرى كان الإغريق يواجهون أغلبية ساحقة من السكان الوطنيين. الي ان بدأ التناقض بين الحضارة المصرية العجوز وبين الحضارة الحديثة نسبيا للاغريق.
اختار بطليموس الأول معبودا ليكون الها مشتركا للعنصرين البشريين في البلاد _ اي المصريين والاغريق _ وقد كان حريصا على أن يراهما وقد اندمجا في أمة واحدة وأسماه (اوزورابيس) والذي كان اسمه مشتقا او جامعا بين العقيدة الجنائزية المزدهرة للعجل المقدس “ابيس” المتوحد مع “اوزوريس” وقد عبد تحت اسم “اوزير حابي” ذلك حيث استقرت المستعمرة اليونانية في منف. ولقد أضيفت عقائد المعبودات من المجموعة الاوزيرية خاصة “ايزيس وانوبيس” الي عقيدة “اوزورابيس”.
حصل بطليموس الأول على موافقة كل من اللاهوتيين لكلا الديانتين الاغريقية والمصرية والخبيرين من كلا الشعبين وهما تيموثيوس الاغريقي ومانيتون المصري بجلب تمثال للمعبود الجديد القديم الي الإسكندرية واعطي له اسم جديد هو “سرابيس” وكان الإله المفروضة عبادته على الشعبين فقد كان مصريا بالاسم والأصل واغريقيا في المظهر الخارجي لتمثاله. بني له “السرابيوم ” وبني له معبد بطراز يوناني واستبدل في عهد (بطليموس الثالث) بمعبد اكبر حجما وافخم .
في ذلك الوقت تصدرت اللغة اليونانية كلغة الخدمة الدينية للاله الجديد .
أصبح “سرابيس” او ” اوزير حابي” كما كان يطلق عليه المصريون له شعبية عظيمة بين كل المصريين والاغريق. ولقد كان ظاهرا في شكل إله العالم السفلى الاغريقي “بلوتو” ومثل جالسا على عرش يغطي راسه شعر مموج وله لحية طويلة وفي رداء ذو نقبة طويلة ممثلا وهو ينحني على عصا طويلة ممسكا اياها باليد اليسرى. بينما كانت يده اليمني ممسكة بالمخلوق الخرافي المسمى ” سربروس” ذا الرأس الثلاثي الذي كان قابعا عند قدميه.. هذا المخلوق هو كلب بثلاثة رءوس وكان حارسا لبوابة عالم الموتى “هاديس” كما كان الاغريق يعتقدون .
عاد “سرابيس” من الإسكندرية مرة أخرى الي منف حيث سميت الجبانة القديمة للعجول المقدسة باسم ” سيرابيوم” وتدريجيا انتشرت عبادته في كل الاقاليم ليصبح العقيدة الرسمية لامبراطورية البطالمة.
نجد أيضا امتزاجا عظيما للفنين المصري والاغريقي في جبانة مصر “هرموبوليس” قرب تونا الجبل الحالية في مصر العليا حيث نجد المعبد المشيد من الحجر لكاهن “تحوت” المدعو “بيتوزيريس”ويتضح في نقوشه التأثير الاغريقي في زمن قريب بعد غزو (الإسكندر الأكبر) أيضا في المنازل الجنائزية ذات الطابقين المبنيين من الطوب اللبن من العصر الروماني فالحوائط البيضاء مغطاة بمناظر من الأساطير اليونانية عن “اجاممنون وأوديب” ومناظر” تحوت وحورس ” يصبان ماء التطهر على امرأة في رداء إغريقي الطراز .
التعليقات مغلقة.