العدل.. إنسان بقلم أحمد فؤاد الهادي
رأى في أبيه كل المثل العليا يوم أن قبضوا على رفعت بك ساكن الفيلا التي يجمع أبوه القمامة من أمامها كل صباح، عرف أن البك مرتش ومختلس وأن ثروته المتورمة ماهي إلا حصاد فيروس فساد الذمم المُبتلى به.
تذكر كيف رفض أبوه بكل عزة صندوق الطعام الذي أرسله إليه البك مع سائقه، وكيف أنهم في هذا اليوم بالذات احتفلوا حول وليمة الكشري الشهية التي أبدعتها أمه.
كان في السادسة من عمره حينها، رأى المجتمع من الجانب الآخر، قرر أن يسير على نهج أبيه، نزيها شامخا معتزا بنفسه، حصد المراكز الأول في كل سنين دراسته إلى أن أصبح معيدا بكلية الحقوق، زاد نهمه للعلم والتفوق حتى أصبح أستاذا فعميدا للكلية فرئيسا للجامعة. اختير وزيرا للعدل، أصر أن يقسم القسم بين يدي أبيه، تناقلت وكالات الأنباء الخبر ونشر الصور، نام الناس مطمئنون.
التعليقات مغلقة.