العربية ُ تتحدّث شعر جمال ربيع
العربية ُ تتحدّث شعر جمال ربيع
مِن أين نبدأُ يا سلمى قصيدَتَنا
مِن نَزْفِ بيروتَ فوقَ الماءِ والطّينِ ؟!
مِن رَقْدَةِ الشّامِ في أوجاعِها أبَدًا
أم مِن عِراقٍ بَكَتْ فانهَدَّ تَكْويني ؟!
أمْ مِن على رَبْوَةٍ صنعاءَ تعرفُها
أم من طرابُلْسَ إذْ شُقَّتْ بسِكِّينِ ؟!
مِن أُرْدُنِ المُلْتَقَى والآهُ تُوجِعها
مِن نيلِنا نَبْتَدي شوقًا ليسقيني ؟!
أم من على ڜُرْفَةٍ في القُدسِ واقفةٍ
أرخَتْ مَدَامِعَها تبكي وتُبكيني ؟!
كُلُ الجِراحِ أتَتْ ألْقَتْ أراذِلَها
ماعادَ في جُعْبَتي شيءٌ ليَشْجيني
البحرُ عَقَّ الهوى فانفَكَّ عَقْدُهُما
فَمَنْ يُجيرُ شراعي كي يواسيني
والليلُ في طَرَبٍ يُخْفي صبابتنا
والنهرُ من ظَمَأٍ أدمى رياحيني
حتى الطيورُ التي كُنّا نواعِدُها
قد هاجَرَتْ عُشَّها في وردِ تِشرينِ
ما عادَ ينقرني إلّا صدى ألَمي
ماعادَ لي في المدى شيءٌ ليحييني
الضحكةُ انشَرَخَتْ بالروحِ وارتَطَمَتْ
والدَّمعُ مُشتَعِلٌ حتی الشرايينِ
حاولتُ أكتُبُ ياسلمى قصيدَتَنا
كَتَبتُ في صَفحَةٍ كالشَّوك بالتِّينِ
رَسَمتُ وجهًا بكى من وَجدِ أحرُفِنا
رَسَمتُ وردًا مَشى ما عادَ يرثيني
رَسَمتُها قَمَرًا فانسَلَّ من ورقي
وقالَ في أُذُني أرجوكَ خَلّيني
رَسَمتُ مدرسةً إذْ كنتُ سيِّدَها
فألجَمَتْ شفتي في حضرةِ الزينِ
رَسَمتُ راقصةً مالت بها وَرَبَتْ
سَمِعْتُ جَلْجَلَةً وَهْجَ الملايينِ
رَسَمتُ مُبْتَذِلًا يلهو فأغرَقَني
بالجودِ أغدقني إذْ قَرَّ لي عيني
الحالُ مُنقَلِبٌ والحلوُ مُنسَكِبٌ
والغَثُّ فوقَ المدى يلهو بتمكينِ
فاختَرتُ من ألمي أرمي قصيدتنا
لا وقْتَ للشِّعرِ في دنيا المجانينِ
التعليقات مغلقة.