العربُ بين الأمسِ وَاليَومِ …محمــد إبراهيـــم الفلاح …مصر
وَلَّى العلا، فلَّ، حَتَّى الصَّخرُ يَبكِينا
يا عينُ فَلْتَدْمَعي، جَفَّتْ مآقينا
كُنَّا على الدَّهرِ فرسانًا وَشِقَّ رَحى
نَدورُ فوق العِدا نارًا، أسافينا
هذي القلادةُ جِيدَ الدَّهرِ قد عَقَرَتْ
كُنَّا الفرائدَ مِن دَهرٍ يُوالينا
كانت أيادٍ لَنا للخَيرِ مُسْبِلةً
والآنَ نَسألُ مَن كانوا مَوالينا
سُطورُ تاريخِنا دُرٌّ إذا انْتَثَرَتْ
في الليلِ أوراقُهُ حَكْيٌ يُواسينا
وَكان أقصى المُنى أن لو بنا اكْتَحَلَتْ
عينٌ وَمَرأى الظِّبا تَرعى بِوادينا
كُنَّا إلى العِلمِ هاماتٍ، مَناهِلَهُ
كلٌّ أتونا لشِربٍ مِن مَساقينا
كُنَّا ذَوي العدلِ، سَلْ عَنْ عَدلِنا عُمَرًا
مَن كان عدلًا مشى، يرعى المَساكينا
هذا عليٌّ سَدِيدُ الرَّأيِ، أبلَغُنا
نَهجُ البَلاغةِ مِنهُ الحُكْمُ آتينا
كُنَّا… فَصِرْنا غُثاءَ السَّيلِ في أُمَمٍ
وَالسُّوسُ يَنْخُرُ في أسمى مَعانينا
فَلَمْ نَزَلْ وَخُيولُ القَومِ تَسْبِقُنا
تَنْأى سَفينةُ نُوحٍ عَن مَوانينا
حَتَّى غَدَونا وَلا مَجْدٌ وَلا قَـدَرٌ
وَنَحْنُ مِن ذا الهَوى تَتْرى مَهاوينا
التعليقات مغلقة.