العزف على أوتار الحياة… عبد الصاحب ابراهيم أميري
قصة قصيرة.. العزف على اوتار الحياة
عبدالصاحب ابراهیم اميري
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ان من يرى صابرا، يعتقد للاوهلة الأولى انه مصارع، فهو مربوع الصدر، وعضلات يدية ملتويه، قضي عهدا من عمره يعمل بالحدادة، حتى تمكن من الحصول على الشهادة الثانوية ، فذاق مرارة الحياة، واستمع الي الحانها ، حتى تمكن من أن يضع اقدامه في جامعة أهلية والسبب، التهمة التي وجهت لابية، لاحقته والحصول على شهادة البكلوريوس في الجغرافيا، املا ان يجد كرسيا في وزارة التربية والتعليم ويحترف التدريس كابيه الذي قضى خمسة عشر عاما بين طلابه يؤدي واجبة مرفوع الراس محبوب بين المدرسين، والطلاب، واعتقل بتهمة ظلت مجهولة حتى وفاته خلف القبضان، ومنح لقب متامر،
قرأت امه متاعب الحياة، في وجه الاسمر، واختنقت العبارات في وجوفها في أن تصرح، أو تختنق الى الأبد
-لا يمكن أن يستمر الوضع على هذا المنوال، صدقني سايتيك العمل زاحفا نحوك، الصبر يا ولدي صابر
-وهل صبري كان قليلا، قضيت أربعة سنوات من عمري في غسل صحون المطعم، حتى لقبت بالمتخصص، متخصص بغسل الصحون
-المهم حققت نجاحا وتخرجت، وهذا انت اليوم تحمل شهادة جامعية
-ومن يشتريها، تصوري يا اماه، ذهبت للمطعم الذي خدمت فيه أربعة سنوات، اغسل قذارته، طالبا ان يمنحني شغلا اخر، أجد فيه قليلا من الاحترام،
-لا تقل شيئا كهذا، الله خلقك لغسل الصحون وكفى أيها المتخصص،
فقدت توازني واردت ان استعمل يدي أدب هذا الصعلوك الذي لا يعي الاحترام، مسحت الأم دموعها وهي ترى صابرها، تعتصره الحياة، دون أن يهتم احد بحبها لابنها
-اسمعني يا ولدي ولا تقل لا، سمعت يا ولدي
نظر اليها بصمت قاتل، ولم يحرك حتى رموش عينييه
-تعبت ما فيه الكفاية، وعملت اكثر مما يجب، دع مسؤوليات إدارة البيت
صرخ صابر صرخة ارعبت حتى الجدران، وكأنه اصيب بسهم حرملة بن ذو الجوشن
-لا
وخرس تماما
ترك صابر البيت مع طلوع الفجر، يبحث عن رزق، كي لا تدخل امه بيوت الناس، تخدمهَم بشتى الأشكال وتعود بدراهم معدودات، يأكلون ويشربون بها،
حشد من الناس، يراقبون أمرا، وعدد من كاميرات التصوير هنا وهناك، وشخص يبدو انهم المسؤول عن الأمور، يهدي هذا الرهط الكبير
وقف يتأمل وهو يتمتم في قرارة نفسه
-عسى أن يكون رزقي هنا
-صدقني كل شيء، حسب له ألف حساب، ولن نعيد المشهد، مرة واحده ترمي نفسك من أعلى البناية، لتنقذ من رجال الأمن العاَمه
عيون صابر قاست المسافات بدقة، وتممتم مع نفسه
-لا انه ليس أمرا سهلا
احتد الممثل، وصاح في الجمع
انا اعمل معك طبق العقد الذي وقعناها، ياسيادة المخرج اذا اردت ان تواصل عملك، هات بديلا
أخرس المخرج تماما، جلس على كرسيه منهارا، المدير المنفذ اسرع اليه، بكوب من الماء، دفع بالكوب بعيدا وصاح
-اريد بديلا، لا ماء. الان. الان. لن اوجل المشهد
اندفع المدير التنفيذي يبحث في الوجوه، وقف امام صابرا،
-انت الذي نبحث عنه
تلعثم صابر ولم يجد ردا إلا أن يقول
-انا
سحبه من يده نحو المخرج
-انه هو
دقق المخرج فيه
-أراه مناسبا، جهزوه
سحبه ثانية، ليقوده إلى غرفة المكياج والملابس، ليجعلوه نسخة من الممثل، تذكر عندها صاحب المطعم الذي استغله سنوات
-أليس من حقي أن افهم ماذا يجري وماذا يجب أن أفعل وماهي مستحقاتي،
-ستفهم كل شيء الاترى اننا على عجل من امرنا
- وهل تدري ياسيدي، انني لا زلت اعيش في بيت من طين، احمل البكلوريوس، ومتهم بتهمة غيري، وغلقوا أبواب العمل أمامي كي اموت كما قتلوا أبي
-لا انك صعب التعامل،
-هذا ما تعلمته من الحياة،
ترك المدير التنفيذي صابرا، وراح يهمس بإذن المخرج وعاد بعد قليل ليضع ورقة يساله التوقيع، واتفقا على المبلغ وأجرى اللازم عليه ليودي دور البديل، اخذوه للطابق الخامس من بناية غير مكتمله، هو والممثل، بدأت الكاميرات ، تصور المشهد وصابر ذاب في المشهد ، قبضوا على الممثل وشدوا يديه، يبدو أن دور الممثل هنا انتهى، دوره، فحل محله البديل ، صابر، شدوا يديه ورموهوه ، من أعلى طابق البناية، والكاميرات تصور المشهد،وقع على قدمية ، والجمهور يصفق،
صاح المخرج
-قطع، من أين جئتم بهذا المجنون، أريدك أن تسقط على الأرض، فهمت اخذوه الطابق الخامس وعادوا تمثيل المشهد، رموه من الطابق الخامس وو قع ارضا، صاح المخرج بحده
-انت أيها المصور إين كنت تسرح قطع، أخذوا صابر للمرة الثالثة الطابق الخامس رموه للأسفل، ولم يفيق
النهاية
عبد الصاحب إبراهيم أميري
،،،،،،،،،،
التعليقات مغلقة.