العصاة السحرية ..
يحكيها لكم ولأطفالكم : سامي حنا
استضاف رجل موسر أربعة غرباء ضلوا طريقهم وأكرمهم وهيأ لهم فراشاً مريحاً ليبيتوا ليلتهم ويرحلوا في الصباح.
وفي ظلمة الليل – وبعد أن نام أهل البيت – قام أحد الضيوف الغرباء وكان لصاً ليسرق الثري ، فأخذ شمعة وراح يبحث هنا وهناك حى عثر على خزانته وفتحها عنوة ووجد فيها لؤلؤة ثمينة تتلألأ في ضوء الشمعة الخافت ، فسرقها وخبأها وسط مقتنياته.
وفي صباح اليوم التالي ، اكتشف صاحب الدار سرقة لؤلؤته الثمينة وأخذ يفكر فيمن سرقها ، وأخيراً لمعت في ذهنه فكرة ذكية يستطيع بها أن يكتشف السارق.
نادى على جميع من في البيت وقال لهم : لقد سرق شخص منكم لؤلؤتي الثمينة وأنا احبها واعتز بها كثيراً ولا أحب أن أفقدها ولذا سأعطي لك واحد منكم عصاة سحرية يزداد طولها بمقدار بوصة فقط إذا كان من يحملها لصاً .فعلى كل واحد منكم أن يأخذ عصاة ويكتب عليها اسمه.
أخذ كل واحد من الخدم والضيوف عصاة وكتب عليها اسمه.
في منتصف الليل قام اللص الحقيقي وقطع بوصة واحدة من عصاته لأنه ظن أن العصاة التي يحملها سيزداد طولها بمقدار بوصة . ونام ليلته وهو مطمئن إن أحداً سوف لا يكتشف سره.
جاء فجر يوم جديد وفي الصباح نادى صاحب الدار الجميع وطلب منهم أن يسلموه العصوات فقام الجميع وبكل ثقة وسلموه عصواتهم.
أما هو فنظر إلى كل عصاة من هذه العصوات وقال : الآن عرفت السارق ونادى اسمه .
أتى إليه الغريب اللص وهو يرتعد من الخوف متعجباً .
قال له صاحب الدار : أتخون من استضافك أيها اللص الشرير ، أتحسب أن العصاة يزداد طولها بوصة فعلاً مع السارق ، لقد قمت أيها اللص بقطع بوصة من عصاك خشية أن يفتضح سرك ونمسك بك ونسلمك للقاضي. أنت لص شرير وتستحق العقاب العادل لجرائمك.
التعليقات مغلقة.